أغلقت الجهاز....وأخرجت الشريط الذي كنت أستمع إليه ...وأغلقت المذكرة التي كنت أقرأها ........
استرخيت وجلست أتفكر في حال هذه الدنيا الغدارة ....تمنيت أنني لم أخلق أصلاً ....فإذا كنت أخاف من الموت ...فالأمر الأخطر ..هو ما بعد الموت .؟؟؟؟ ولكن حينما تذكرت أنني مسلمة وان رحمة الله قد تتداركني وأن المؤمن سيؤمنه الله في ذلك اليوم وأنه سيكافأ بالجنة التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب أحد من البشر ....اشتقت للجنة ....استبشرت برحمة الله وظننت أن الله سيرحمني ....وسيدخلني برحمته جنته ....ومع ذلك ...لابد من الخوف ....الخوف من النهاية والخاتمة ...كيف ستكون نهايتي ....كيف سيختم لي ....والأهم من هذا كله ..هل تقبل الله عملي القليل وهل غفر لي ذنبي الكثير ....هل ...هل ...هل ..كثيرة هي أسئلتي الحزينة والوجلة ...وأخاف ان يحدث الزلزال ...ونحن في غفلة عنه
لا أريد أن أستعيد تلك المشاهد المخيفة ...ولكن لابد منها ...إنه يوم ثقيل ولابد من الاستعداد له
>>
لكني لا أريد أن أخاف ولا أن أكتئب ...في الحقيقة ...اشتقت لأن أرغب في الجنة وأفكر فيها ....وسألت نفسي ....ماهي أعظم لذاتها ...(رؤية وجهه سبحانه )...أنها لذة تجعلك تنسى الجنة وتذهل عنها .......
وبعد أن يدخل أهل الجنة الجنة .... يدعو الله عز وجل أهلها لزيارته الزيارة العامة حيث تدخل عليهم الملائكة بالتحف والهدايا من كل باب ويسلمون عليهم ثم يقولون : إن ربكم يدعوكم لزيارته فيزورونه ويتجلى لهم سبحانه وينظرون إلى وجهة ويكلمهم ويكلمونه ويقول لهم : السلام عليكم يا أهل الجنة ويقول لهم : ( يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك . فيقول هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ! فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك . قالوا يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ) حينما أقرأ هذا الحديث يقشعر بدني ثم يلين جلدي وترتاح نفسي ...وكلما ذكرته ....ازددت شوقاً وأملاً
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن فتنة القبر ونسألك الفردوس الأعلى من الجنة يارب العالمين ونسألك لذة النظر إلى وجهك .....والشوق إلى لقاءك ....ونسألك أن تحل علينا رضاك في الدنيا والآخرة ....
فلا تسخط علينا بعده أبداً ..