بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,طبتم وطاب ممشاكم ومرحبا وأهلا بكم,أبدأ بتوفيق من الله تعالى,مما لا شك فيه أننا لو سألنا أهل المنتدى هنا سؤال, فقليل منهم ستكون إجابته صحيحة , فأمتنا اليوم ,والتي نشبهها بجناح البعوضة, فقد أجمع الكل وباتفاق على أنه لم تعرف الأمة الإسلامية ضعفا و ذلا كما تعرفه اليوم,غثاء كغثاء السيل, وبما أن الزواج عصب الحياة ,فأصبحنا نتزاوج كما تتزاوج الأنعام ,ونتكاثر تكاثر الذي يصب في غثاء السيل,فنحن اليوم عدد المسلمين يتجاوز المليار ولكن لا كلمة مسموعة منهم و ولا يهابهم عدوهم وعدو الله,فقاعات في الهواء تصيرها الريح حيث شاءت,ولعل السبب الرئيسي لهدا الضعف هو جهلنا بالغرض الذي من أجله وضع الزواج السليم والصحيح,ونعود إلى سؤالنا لمادا نتزوج؟
روى أبي الدنيا,قال عمر رضي الله عنه, إني لأكره نفسي على الجماع رجاءا أن يخرج الله مني نسمة توحده,وهدا يؤكد وصية الحكيم لقمان لأبنه عندما أوصاه, فكان أول ما أوصى به لابنه هو التوحيد ثم بر الوالدين, هدا من حكمته , ومن أوتي الحكمة فقد أوتي الخير الكثير,للوصول إلى هده الغاية ,علينا أن نعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,وهي أن نختار ذات الدين, وكما جاء في الآثار رحم الله إمرءة قامت من الليل وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت على زوجها الماء,والحمد لله ,أننا بدأنا نلاحظ أن فتيات اليوم يتحجبن ,وهده بداية الصحوة الإسلامية,كما يقال لا يستقيم الظل والعود أعوج,فالأسرة المسلمة هي نوى كل مجتمع وهي الأساس والأصل ,كشجرة طيبة فرعها في السماء وأصلها ثابت في الأرض,تؤتي أكلها كل حين,فالزوج الصالح يتخير الزوجة الصالحة,التي تعلم علم اليقين أن طاعتها لزوجها من طاعة الله تعالى,والتي إن غاب عنها حفظته في عرضها وفي ماله وأولاده,كما على الزوج الصالح أن يكون على دراية بالسنة الصحيحة,فيكون متبسما,حنونا بأولاده , يحملهم على كتفيه,فقد كان أبي بكر رضي الله عنه يحمل الحسن رضي الله عنه ولعابه تسيل عليه,وكذلك الزوج الصالح أن يتخير أفضل الأسماء,كما جاء في الآثار خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن ,وأصدق الأسماء همام والحارث,فبأسمائهم ينادون يوم القيامة يوم العرض,فأجعل ابنك يفتخر باسمه,وربما تعلمون إن شاء الله أن أكثر العلماء الربانيين تجد في أسماء أبنائهم عبد الله وعبد الرحمن ,وهدا ليس من قبيل الصدفة و ولكن لعلمهم بالسنة وعملهم بها ,فلهذا جاء التعريف للعالم الرباني هو العالم العامل بعلمه ومعلم له,و كذلك شجعوا أبنائكم على حفظ كتاب الله,وأكثروا لهم في العطاء مقابل حفظهم لكل سورة من سور كتاب الله العظيم,فجل الصالحون بل أكثرهم يحفظون القرآن وهم أبناء الثامنة أو الحادي عشر,وهدا إن دل إنما يدل على مدى علم أبائهم بالكتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم,ثم إن أمد الله في أعمار أبائكم فبروا أبائكم وبالغوا في الإحسان إليهم أمام أبنائكم,فالأولاد ينقشون في ذاكرتهم كل ما يتلقونه في صغرهم ,فكما تدين تدان,يقول أحد العلماء بينما كنت أنا وصاحبي نتمشى فإذا بشاب يصفع أباه فأتينا مسرعين, وكدنا أنهم بدلك الولد لهول دلك المنظر ,فمنعنا أبوه وقال لنا والله لقد صفعت أبي من قبل هنا في هدا المكان,وكذلك أكثروا من قول سبحان الله ,خصوصا عندما تكون مع أولادك في الطبيعة, حتى يترسخ في ذهن أولادك أن الله تعالى هو الخالق لهدا الكون والمبدع له,وكذلك أيها الزوج الصالح أحيي سنة مهجورة لنبيك عليه الصلاة والسلام وهي النوم بعد صلاة العشاء,واليوم والله ,أصبح الغربيين ينهون أبنائهم عن كثرة السهر ,وتقليل لهم من حصة المشاهدة الى تلفاز الملعون, ويسمحون لهم بمشاهدة التلفاز ساعتين في اليوم فقط,وكذلك أيها الزوج الصالح ربي أبنائك على حب الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم,ودلك بما يسمى بالمائدة النبوية ,تجمع فيها أهلك وتتدارسون في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,ولو لساعة بعد العصر,وعظم لهم قدر النبي صلى الله عليه آله وسلم,حتى إدا ما ذكر لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاضت أعينهم بدموع واشتاقت قلوبهم للقاء محمد وحزبه.
إن كانت كل أسرة مسلمة تتصف بهده المواصفات ,فأنا أبشركم بنصر الله القريبلأننا سنكون كثرة التي يتباه بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمام الأمم كثرة موحدة لله تعالى محجلين,لا يخافون في الله لومة لائم,أشداء على الكفار رحماء بينهم,كثرة قوية,يومئذ يفرح المؤمنون,وأرجوا أنكم علمتم جواب السؤال؟لمادا نحن نتزوج؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم في الله أبو تراب
كل يوم يعبد فيه الله بلا بدعة فهو عيد
قرات الموضوع واعجبني وحبيت انقلو لكم
تقبلو مروري