كن كالماء ، واسع الصدر والأفق ... ألا ترى أنه لا يميز حين يتساقط بين قصور الأغنياء ، و أكواخ الفقراء ، بين حدائق الأغنياء وحقول الفقراء .
كن ليناً كالماء يسكب في أوعية مختلفة الأشكال والأحجام والألوان فيغير شكله ولكن دون أن يبدل تركيبه .
كن نقياً كالماء ألا ترى أن البحر طاهر مطهر لا يكدره شيء ، لو رميت فيه حجراً ستكدر سطحه لبرهات ، لكن سرعان ما سيعود إلى ما كان عليه .
كن حكيماً كالماء ألا ترى أنه إذا اشتد الحر تبخر وانطلق نحو السماء وحين يبرد الجو ويلطف يتكاثف ويعود إلى الأرض في قطرات المطر .
كن صبوراً كالماء ألا ترى كيف تندفع الأمواج نحو الصخور تارة تلو أخرى يوماً تلو يوم ، أسبوعا تلو أسبوع وقرناً بعد قرن حتى تترك آثارها في الصخر الأصم .
كن ودوداً كالماء ألا ترى كم هو لطيف ذلك الندى الذي يظهر كل صباح ، يداعب أوراق النبات الخضراء ويجري بين نسيم الصباح بخفه .
وكن متواضعاً كالماء ألا ترى أنه ينزل من أعالي السماء فوق السحاب ويختبئ في أعماق الأرض ....... دائماً كن كالماء .