يمكن القول أن التكنولوجيا قد تمكنت بالفعل من تغير حياة الإنسان بشكل جذري خلال القرن الماضي ومطلع القرن الحالي ، حيث دخلت التكنولوجيا الحديثة في كافة شئون ونشاطات الإنسان الحياتية واليومية المختلفة .
ولم يكن عالم الأزياء بعيدا عن سطوة التقنية الحديثة ، فبالإضافة إلى دور التقنية التقليدي في تصنيع ألآت وأجهزة لحياكة الملابس ، إلى دورها في تقديم وتصنيع أقمشة وأنسجة عالية المتانة والنعومة، بالإضافة إلى الكثير من الأدوار التي لعبت بها التكنولوجيا دورا هاما في خدمة الإنسان وتسهيل حياته اليومية .
ولم تتوقف التكنولوجيا الحديثة عند حد معين ، بل تم توظيفها في عالم الملابس والأزياء بطريقة اقرب ما يمكن وصفها بأنها جزء من عالم الخيال العلمي الذي تحول إلى واقع ملموس على أرض الواقع . فقد أعلنت شركة كوربونوف الأمريكية عن تمكنها من تطوير ملابس لراكبي الدراجات تبقي أجسامهم دافئة مهما كانت الظروف المناخية المحيطة قاسية ، والفكرة التي اعتمدت عليها الشركة المصنعة كانت في تمكنهم من دمج رقاقات مجهرية صغيرة للغاية في داخل الملابس ، وتوصل هذه الرقاقات مع مجموعة من اللبدات الموصولة بكيبل مع بطارية قابلة للشحن من الطاقة الكهربائية الموجودة في الدراجة .
وجاء في تفاصيل الابتكار السابق ، إن ثمن هذه البذلة المبتكرة يبلغ حوالي 3500 دولار ، وهي توفر الدفء والجو اللطيف لمرتديها حتى أثناء كونه بعيدا عن دراجته ولمدة تصل إلى ساعة كاملة .
من جهة أخرى فقد أعلنت شركة لونار ديزاين عن تصنيعها لجاكيت مستقبلي أطلق عليه اسم BLU وهذا الجاكيت يمكن أن يتحول إلى أي شكل تريده ، بحيث أنك تستطيع أن تغير لونه في كل مرة ترتديه كما يمكنك أن تغير من تصميمه وشكله الخارجي ، أيضا أعلنت نفس الشركة أن هذا الجاكيت مزود بشاشة رقمية صغيرة ومعالج مدمج به قابل للربط لاسلكيا مع الانترنت بحيث يتم تحديث البرنامج المخزن في المعالج الرقمي الخاص بالجاكيت . إن مثل هذه الأفكار والابتكارات لم تعد مقتصرة على نوع معين من الملابس أو على عدد محدد من الشركات المصنعة ، بل إن الأمر سيتجاوز ذلك بشكل كبير خلال السنوات القليلة القادمة ، وذلك بفعل ثورة التكنولوجيا المجهرية ( نانوتكنولوجي ) والتي تبشر بحدوث نقلة نوعية في مسيرة تطور التقنية الحديثة ، بحيث سوف تتحقق على أرض الواقع أكثر الأفكار غرابة وإثارة للدهشة .