رغب الإسلام في الزواج لما له من أثر طيب في العفاف وحصانة المجتمع من الانحراف والزواج في حقيقة أمره شركة بين الزوجين وكلما أخلص الشريك لشريكه ربحت هذه الشركة ونمت واينعت وترعرعت. لأنها قامت علي أرض طيبة فالبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه. لهذا كان حسن الاختيار أمراً مطلوباً خاصة فيما يتعلق بقيام هذه الشركة الزوجية وكما أعطي الإسلام الحق للرجل باختيار الزوجة.
فقد أعطي الحق أيضا للمرأة في اختيار زوجها قال الله تعالي: "وانكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم".
واذا كانت المرأة العاملة قد رأت في زميلها في العمل الأدب الرفيع والخلق العالي ومال قلبها إليه وأبدت رغبتها حياءً لكي تكون له شريكة في حياته فلا حرج عليها ما دامت قد ارتدت ثوب الحياء. وتعاملت مع زميلها بأدب واحترام يتفق مع تعاليم الإسلام وقد ثبت ان امرأة عرضت نفسها علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقالت له: اهب لك نفسي يارسول الله ومع ان الهبة خصوصية لرسول الله إلا أن الرسول لم يقبلها.لكن يهمنا هنا ان المرأة هي التي عرضت نفسها علي الرسول ومادام ذلك قد تم بأدب واحترام فلا شيء فيه. لأن الفقهاء اتفقوا علي انه يجوز للمرأة الصالحة ان تعرض نفسها علي الرجل الصالح.
كما ان سيدنا عمر رضي الله عنه عرض ابنته حفصه علي سيدنا عثمان وعلي سيدنا أبي بكر وذلك قبل زواجها من رسول الله فدل ذلك علي انه يجوز للولي ان يعرض ابنته علي الرجل الصالح ويجوز أيضا للمرأة الصالحة ان تعرض نفسها علي رجل صالح بشرط ان تتخلق بخلق الحياء لتتميز علي غيرها من النساء.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ان لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء".
والله أعلم