الأغلفة الذكية.. تحفظ الغذاء وتؤكل معه
غمر الفاكهة في المحلول لحفظها
تغليف الأطعمة حفاظًا عليها من الفساد أمر تقليدي، ولكن أكلها بالغلاف هو الجديد، فبالفعل تمخضت تجارب قسم بحوث التعبئة والتغليف عن كشف سر أغلفة مصنعة من مواد طبيعية، يمكن تناولها مع الطعام، وترأس البحث بالقسم التابع لمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بالقاهرة الدكتور خالد ناجي الباحث بالقسم والذي يجري حاليًا جهودًا لتسويقها على المستوى التجاري.
ومما يُذكر في هذا الصدد أن الوصول لتركيبة التغليف المذكورة ليس ابتكارًا جديدًا، هذا ما يذكره الدكتور خالد ويعقب بأنه باطلاعه على الاتجاهات الحديثة في مجال التعبئة والتغليف قرأ عن التوصل إلى تلك الأغلفة، ولكن لم تعلن الجهة صاحبة الابتكار عن المواد التي صنعت منها، رغبة منها في الحفاظ على الابتكار وخوفًا من نقله إلى أي جهة أخرى.
لم يهدأ الدكتور خالد وكان هذا الإبهام دافعًا له ليتوصل إلى السر، فأخذ يفكر طويلاً حتى هداه تفكيره إلى مفتاح اللغز وهو أنه لا بد أن تكون تلك الأغلفة مصنعة من مواد طبيعية، وإلا ما أمكن تناولها مع الطعام وأخذ يجرب الكثير من المواد حتى توصل إلى إمكانية التصنيع من بروتين اللبن والجيلاتين والبكتين وبروتين الصويا.
طريقة التصنيع
وبطبيعة الحال لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد الوصول للتركيبة تأتي مشكلة التصنيع، ويشرح الدكتور خالد ذلك بقوله: ببساطة يتم تجميع تلك المواد ويتم إذابتها في ماء ساخن جدًّا، ثم يتم وضع هذا المحلول الساخن على مجفف، فيتحول إلى غلاف رقيق جدًّا أشبه بورق الشيفون، وقد يتم وضع الجلسرين مع المحلول حتى يعطي للغلاف قدرًا من المرونة، كما أنه من الممكن وضع زيوت طيارة إذا كانت المادة المراد تغليفها فاكهة لزيادة فترة الحفظ، أو وضع زيوت توابل إذا كانت المادة المراد تغليفها من المواد الحيوانية كاللحوم والدواجن.
ويتابع الدكتور خالد حديثه قائلاً: إن هذه الطريقة تستخدم أساسًا لتغليف الخضراوات والفواكه واللحوم، وتختلف باختلاف المادة المراد تعبئتها، فإذا كانت الخضراوات أو الفواكه هي المراد تعبئتها، فيمكن وضع ثمرة الفاكهة أو الخضار في المحلول الساخن الذي يحتوي على بروتين اللبن والصويا والجيلاتين والبكتين مضافًا إليه الزيوت الطيارة، فتتكون طبقة حول الثمرة وبتعريضها للتجفيف تجف تلك الطبقة حولها.
أما إذا كانت المادة المراد تعبئتها هي اللحوم، فيتم تحويل المحلول الساخن المضاف له زيوت توابل إلى أقلام تعبئة رقيقة أشبه بالسجق، ثم يتم تقسيم الأقلام إلى قطع صغيرة تستخدم في التغليف.