كيف أشرح لطفلي عن الموت؟

أنا أم لطفل عمره 5 سنوات. قبل يومين حضر إلى بيتنا خبير بتصليح الحاسوب. بعد ذهابة سألني طفلي عنه. فأخبرته بأن أمه وأباه قد توفيا وكيف اعتمد على نفسة، تعلم ونجح بحياتة. في اليوم التالي نهض ابني يشكو من وجع بطن وتابع يسألني عن المرض والموت. قلقه زاد وأصبح يردد عبارات خوف من افتقادنا. لا أعرف ماذا أقول أو أشرح. أرجو المساعدة. إنني خائفة علية.

عزيزتي الأم، تحية وأشكرك على ثقتك بي.

لا للقلق. طفلك يمر بمرحلة عمرية طبيعية. الخوف من الموت مرحلة تلائم خصائص عمر طفلك.

يخاف الطفل من أصوات، قصة خرافية، أشباح، عفاريت، ساحرات... يخاف من أن بفتقد أمه أو أبيه ولا يجدهما في البيت بعد عودته إليه. هو يحتاج لأن يعرف عن كل ظاهرة ومحب للاستطلاع. يسأل كثيرا ويستفسر أكثر. من المهم إشباعه بالطمأنينة والحب.

ما يلائم مرحلته العمرية في تفسير ظاهرة الموت هو بالذهاب بالحديث عن الكائنات الحية مثل: " هل رأيت كيف ذبلت الوردة الحية الجميلة؟ تلك هي نهايتها. هل ترى شجرة ... كيف يبست؟ ماتت...أتذكر البقرة التي نفقت في مزرعة فلان ؟ كل حي في الكون لا بد له من نهاية. الحجر ليس حيا. الحجر لا يتنفس. قطعة الحديد لا تتنفس أيضا.

عن أمه وأبيه وأهله يلزم عدم التوسع. لتعزيته يمكننا أن نقول: " نحن نمتلك ذاكرة تحتفظ بالصور فلا يمكن أن يختفي الشخص الذي نحب. ذاكرتنا تحتفظ بصورته فيبقى معنا حيا. أنت حين تذهب للمدرسة أنا أستحضر صورتك فلا تختفي عن عينيّ حتى وإن ابتعدت عني...

من المهم الحذر عند الشرح عن الموت بدمج علاقته العاطفية بك وبالآخرين. فإن حاول إدخالك وتذكيرك بما شرحته بتوسع في مرات سابقة اختصري واذهبي لوصف قدرتنا على استحضار الذين نحبهم كي يبقوا في خيالنا ونراهم متى نشاء.

لا تعودي لذكر أحد من الأقرباء الذين افتقدهم أثناء شرح الاستذكار. هذا أسلوب مزعج له ومقلق. هو ما زال صغيرا على فهم منطق ظاهرة الموت المجردة من الأحاسيس.

أنصحك بسرد قصة " كشكش يحب الحيوانات". القصة تدرب الأطفال على مواجهة الموت بأساليب تعزية كثيرة. الحبكة تصف حالة الموت بأسلوب سهل ومناسب لطفولته.

يمكن تعزيته بدمية كُشْكُش لاستعادة أمانه العاطفي بالقول: هاك دمية كشكش فسوف تبقى معك دوما. إن نسيتها في مكان ما لا بد لك من أن تسترجع صورتها في ذاكرتك إلى أن تجدها.

ملاحظة: أنظري في كتابي " نعم للتربية الإيجابية الفصل الخامس عشر يشرح عن أسلوب التعامل مع الأطفال بموضوع الموت وبتوسّع.