الأم هي نبع الحنان و رمز العطاء.. وان كنا نحتفل بها في قلوبنا كل يوم, فإننا نحتفل بـ عيد الأم مرة كل عام في21 مارس, فما تاريخ الاحتفال بهذا العيد ومتي بدأ؟
بدأ الاحتفال بـ عيد الأم بأسطورة قصها شعب فرجينيا بآسيا الصغري, حيث كانوا يعتقدون أن أهم إله عندهم هي سيبيسل ابنة السماء والارض وكانت أما كلل الآلهة, فكان الشعب يكرمها في يوم محدد كل عام, لذلك يعتبر هذا اول احتفال حقيقي بعيد الام ثم جاء اليونانيون القدامي ليحتفلوا أيضا بالالهة رهيا ضمن احتفالات الربيع, حيث كانت تلقب بالآلهة الام لانها كانت اقواهم وكانوا يحتفلون بها ويقدسونها, كذلك فعل الرومان, حيث كانوا يحتفلون بأم كل الالهة ماجنا ماتر وكان الاحتفال يوم15 مارس ويستمر لمدة ثلاثة ايام.
وبمجيء المسيحية أصبح الاحتفال يقام علي شرف الكنيسة الام في الاحد الرابع من الصوم الكبير وكل فرد يشتري هدايا لكنيسته التي تم تعميده فيها, وفي العصور الوسطي اتخذ الاحتفال شكلا آخر لأن الاطفال كانوا يغيبون عن اسرهم للعمل وكان غير مسموح لهم بالحصول علي اجازات الا مرة واحدة في العام ليروا امهاتهم وكان ذلك في الاحد الرابع من الصوم الكبير لذلك اطلق علي هذا اليوم أحد الامهات وعندما اكتشفت قارة امريكا اقترحت الكاتبة المشهورة جوليا واردهادي الاحتفال بأحد الامهات عام1872, وعلي الرغم من أن اقتراحها لم يؤخذ بجدية الا انه تبعته محاولات من عدة اشخاص تدعم وتنادي بفكرة الاحتفال بعيد الام.
ولكن المؤسسة الفعلية لهذا اليوم في امريكا هي انا حارفيس التي ولدت عام1864 وكانت تقيم غربي ولاية فرجينيا, حيث كان يوجد عداء بين العائلات بسبب الحرب الاهلية واعتقدت انه اذا قامت كل اسرة من الاسر المتحاربة بتكريم الام فإن ذلك سينهي النزاع والكره الذي يملأ القلوب وعندما توفيت والدة انا أقسمت ان تكون هي ذلك الشخص الذي يحقق رغبة أمها وبناء علي طلبها أصدر حاكم ولاية فرجينيا اوامره بإقامة احتفال عيد الام يوم12 مايو1907 وهو أول احتفال بـ عيد الأم في الولايات المتحدة الامريكية ولم تكتف انا بهذا الانتصار بل استمرت في كتابة الخطابات التي تنادي فيها بأن يصبح هذا العيد عيدا قوميا ويكون في الاحد الثاني من شهر مايو ليكون يوم اجازة تتاح للأسر فرحة الاحتفال بالامهات والجدات وبحلول عام1909 اصبحت كل ولاية تقريبا تحتفل بهذه المناسبة الي أن جاء الرئيس ويلسون في9 مايو1914 ووقع اعلان الاحتفال بعيد الام ولم تكتف انا بهذا النجاح بل استمرت في كتابة الرسائل التي تنادي فيها بأن يكون هذا العيد عالميا وقبل موتها في عام1948 تحقق حلمها وانتشرت الفكرة, حيث اخذت أكثر من40 دولة علي مستوي العالم تحتفل به وان كان يختلف في ميعاده من بلد إلي آخر.
أما في مصر فقد ظهرت الفكرة علي يد الاخوين الكاتبين الكبيرين علي و مصطفي أمين مؤسسي دار اخبار اليوم, فقد وردت الي علي أمين رسالة من أم تشكو له فيها جحود اولادها وسوء معاملتهم لها وتصادف ان زارت احدي الامهات مصطفي أمين في مكتبه وحكت له قصتها التي تتلخص في انها ترملت وأولادها صغار فأوقفت حياتها عليهم وظلت تقوم بدور الاب والام حتي تخرجوا في الجامعة وتزوجوا ففكر الاخوان في رد الجميل لكل الامهات بتخصيص يوم للأم وشارك القراء في اختيار يوم21 مارس الذي يتزامن مع بداية الربيع ليكون عيدا للأم المصرية.