يدخل الناس النار من ثلاثة أبواب : 1_ باب شبهة أورثت شكا في دين الله .2- و باب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعة الله و مرضاته.3- و باب غضب أورث العدوان على خلقه .فأخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه ، بل أخسر منه من اشتفل عن نفسه بالناس . ففي السنن من حديث أبي سعيد : " إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء تكفر اللسان تقول اتق الله فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا و إن إعوججت إعوججنا " و في قوله صلى الله عليه و سلم :" اتقوا الله و أجملوا في الطلب" دلالة كافية للجمع بين مصالح الدنيا و الآخرة و نعيمها و لذاتها إنما ينال بتقوى الله و راحة القلب و البدن و ترك الإهتمام او الحرص الشديد و التعب و العناد و الكد و الشقاء في طلب الدنيا ، فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة و نعيمها و من أجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا و همومها و قد قيل
:قد نادت الدنيا على نفسها لو كان في ذا الخلق من يسمع
كم واثق بالعيش أهلكته و جامع فرقت ما يجمع
يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : أضحكني ثلاث و أبكاني ثلاث
:أضحكني : مؤمل دنيا الموت يطلبه و غافل ليس بمغفول عنه و ضاحك بملئ فيه لا يدري أأرضى الله أم أسخطه
.و أبكاني : فراق أحب الأحبة محمدا صلى الله عليه و سلم ، و هول المطلع عند غمرات الموت ، و الوقوف بين يدي الله يوم تبدو السريرة علانية فلا يدري أإلى الجنة أم إلى النار
.و يقول أنس ابن مالك رضي الله عنه : ألا أحدثكم بليلتين و يومين لم تسمع الخلائق مثلهن
: يوم يجيئك البشير من الله إما برضاه أو بسخطه عند الموت
. و يوم تعرض فيه على ربك آخذ كتابك إما بيمينك أو بشمالك
.و ليلة تستأنف فيها المبيت في القبور و لم تبت فيها قط
.و ليلة تتمخض صبيحتها يوم القيامة
.