قصقصي طيرك ليلوف بغيرك..
وعلى رأي اللي قال: يغلبِك بالمال تغلبيه بالعيال...
واربطيه جنبك بكتر العيال لأجل يصرف عليهم وما يشوفش شوفه برّه..
إلخميه فيكِ وفي عيالك تضمنيه جنبك طول العمر.
كل اللي فات ده طبعا تفكير مصري صميم بينصح الست ويوعيها على أفضل الطرق علشان تحافظ على شريك حياتها وتضمنه جنبها هو وفلوسه خصوصا في زمن كان فيه الراجل هو فعلا الحاكم والآمر الناهي في كل صغيرة وكبيرة في البيت لأنه هو اللي بيملك رأس المال، وده كان بيدِّي له الحق التام والكامل في أن يفعل ما يريد وقتما يريد وما كانش من حق الست إنها تسأله معاك كام، ولو طلبت حاجة وقال لها ما فيش يبقى خلاص ما فيش؛ ولذلك كانت طرق السِّت في نيل حقوقها أو معرفة دخل زوجها لا تتعدى التلميح وكانت الدنيا تقوم وما تقعدش ودماغها تجيب وتودي لو اكتشفت إنه "محوّش" له قرشين ولو للزمن حتى يعني مش علشان يروح يتجوز بيهم تاني -لا قدر الله- على أساس إنه لا يلدغ المؤمن من جُحرٍ مرتين.
لكن هي علشان تحس بالأمان وبإنه مش هيروح لغيرها ولأنها ما كانش ممكن تسأله بشكل مباشر عن دخله لأن أول رد هيقوله: "إنت مش ناقصك حاجة.. وما يهمكيش معايا كام، المهم إني مكفِّي طلبات البيت"؛ كانت عندها طرق تانية للسيطرة، بمعنى إنه كان فيه شكل من أشكال الصراع حول مدى حقه في إنه يحتفظ بجزء من دخله بعيد عن العيون ولاستعماله الشخصي حتى ولو بعيدا عن الأسرة ومدى حقها في معرفة تفاصيل دخله ومعاه كام علشان تاخد بالها قبل ما يقع المحظور وتزوغ العيون.
وتطور الموضوع شوية بعد ما الستات خرجت للشغل وظهرت مشكلة تانية وهي مدى حقوقها في الاحتفاظ بدخلها بشكل مستقل وهل لو احتفظت بيه كله أو بجزء منه سرا فهل ده هيأثَّر على زواجها في شيء وهل في الحالة دي من حق الراجل إنه كمان يخبي دخله الحقيقي أو جزء منه ومش من حقها تسأله معاه كام أو تحاول "تخنق عليه" علشان تضمن السيطرة التامة أو شبه التامة على كل أو معظم ما يملك برضه تحقيقا لفكرة الأمان؟ وهل من حق الراجل إنه كمان "يقصقص ريشها" ويتحكم في دخلها ولاّ مش من حقه....؟
وعلشان ما تحصلش لخبطة وناس تفتكر إننا بنتكلم عن المرأة وحقوقها في العمل والكسب المشروع فرغم أهمية الموضوع إلا إن ده مش موضوعنا الأساسي.
لكن اللي عايزين نشوف آراء الناس حواليه وانطباعاتهم تجاهه المرة دي هو.. هل من حق أي طرف من الأطراف إنه "يدكن" أو "يخبي" فلوسه أو جزء منها عن شريك حياته بمعنى إن التاني ما يعرفش عنها حاجة خالص على أساس إنه حر في ماله ومن حقه الاستقلال بيه ولاّ ده هيكون شكل من أشكال الخيانة لطرف ارتضى إنه يكون جزء أساسي من حياة شريك حياته، ومن حقه يعرف كل كبيرة وصغيرة عنه...؟
ففي هذا الموضوع تعددت الآراء.
استقلال مش سرية
شروق: طبعا لازم نتشارك مع بعض في كل حاجة وأولها الفلوس وأنا وحسام متفقين على كده وكل اللي بنجيبه بيكون ملك لينا كلنا بنلبي بيه كل احتياجات البيت الأهم فالأقل أهمية، ولو فضلت حاجة بتتقسم علينا إحنا الاتنين مش علشان حاجة بس علشان المستقبل ولو -لا قدر الله- حصلت حاجة لواحد فالتاني يقدر يتصرف.
ده نموذج لآراء بتقول إن الزوجين من أول يوم لازم كل واحد فيهم يعرف حدود وإمكانيات الطرف التاني المادية بمنتهى الوضوح والصراحة ويتقاسموا مواردهم لتلبية احتياجات البيت والأولاد والباقي يتم اقتسامه أيضا ويكون لكل واحد فيهم حساب مالي مستقل لكن ليس سريا؛ وده مفيد في إن كل واحد فيهم يعرف يتصرف لو -لا قدر الله- حصلت حاجة للتاني بمعنى إن ما يكونش البيض كله في سلة واحدة.
فالطريقة دي في التفكير ممكن ناس تشوفها مثالية وبتدُل على احترام كامل بين الاتنين وتعاون مشترك ورغبة في استمرار الحياة المشتركة بحلوها ومرها ومن غير أسرار، لكن برضه ممكن ناس تعتبرها إهانة للست أو تعدِّي على حقوقها وده لأن الإنفاق على البيت من واجب الزوج وإن الست مش مُلزَمة إنها تصرف على البيت حتى لو بتشتغل وليها دخل مادي مستقل.
وبصراحة من ناحية الشراكة المادية همَّ كده فعلا شركاء لكن فعليا هل ممكن الحياة تستقيم بين راجل وست سواء في مجتمعنا الشرقي أو أي مجتمع تاني لو الاتنين فعلا بيصرفوا على البيت مع بعض، وبالبلدي ما حدِّش أحسن من حد وبالتالي برضه مفيش حد فيهم ليه السلطة المُطلَقة أو الغالبة في اتخاذ القرار لو حصل اختلاف في الآراء، يعني إحنا دلوقتي مع بعض وبنتناقش ممكن نوصل لقرار يرضينا إحنا الاتنين لكن برضه ممكن في موضوعات ما ينفعش فيها الحل الوسط؛ ساعتها مين اللي رأيه هيمشي، هل رأي الراجل لمجرد إنه راجل ولاّ الست باعتبارها ليها فضل أكبر على البيت لأنها بتعمل حاجة مش من مسئوليتها ولاّ هي مطالبة بيها ورغم ده بتعملها لكن برضه أكيد بتكون مستنية المقابل ما إحنا بَشر مش ملائكة ولاّ إيه؟ وهل ساعتها لو حصل اختلاف في وجهات النظر من حق واحد منهم إنه يسحب "رصيده" من رأس المال كوسيلة للضغط ولاّ ده مش هيكون ليه محل من الإعراب...؟
سي السيد "زمان" زي "دلوقتي" مفيش فرق
وحيد: يعني إيه يعني ما أعرفش بتصرف فلوسها فين وبتوديها فين؟ ليه! أمال هتكون إيه لازمتي.. طبعا لازم تاخد رأيي في كل كبيرة وصغيرة في حياتها أمَّال الرجال ليه قوامون على النساء يعني يكونوا عارفين كل حاجة عنهم..!!
وده كان رأي بعضهم وإنه ما يقبلش أبدا على نفسه إن مراته وشريكة حياته تخبي عنه دخلها وما يعرفش عنه حاجة؛ فده من وجهة نظره يعتبر عدم ثقة فيه وتعدِّي على حقوقه في إنه يعرف كل كبيرة وصغيرة عن مراته على اعتبار إنه "مش طرطور" وإنها كلها ملك يمينه وهيكون موقفه عنيف جدا لو اكتشف إنها مخبِّية عنه فلوسها حتى لو بتساهم بجزء من دخلها في البيت ولازم قبل ما تشتري أي حاجة إنها تاخد موافقته حتى لو من فلوسها هي الشخصية وفي نفس الوقت مش من حقها تعرف هو معاه كام أو دخله قد إيه بالضبط لأنه هو الراجل وحر في تصرفاته...!!
................
وطبعا اللي بيقول إن من حقه يعرف كل كبيرة وصغيرة عن شريكة حياته بما فيها دخلها وهتصرفه فين فده طبعا حق مفيش عليه جدال وإن مش من حقها فعلا تخبي عنه أي حاجة وخصوصا لو شايف واجبه على أكمل وجه لكن اللي مش من حقه فعلا إنه يجبرها على التصرف في دخلها زي ما هو شايف مش زي ما هي تشوف وبرضاء تام منها لأنه كده بيكون تعدّى حقوقه فعلا لحقوق شريكة حياته وخصوصا لو هو عمل بمبدأ حقه في الاحتفاظ بجزء من دخله "بعيد عن العيون" ومعنى القوامة مش التحكم لكن يكون مسئول عنها وعن تلبية طلباتها مش السيطرة عليها.
منقووووووووووووووول.