مصاحف برائحة التوت واللافندر
حب الموضة امتد ليشمل كافة مناحي الحياة، بما فيها المصاحف. فقد انتشرت في السعودية ظاهرة اقتناء المصاحف الفاخرة، من البازارات الخيرية والمهرجانات النسوية.
وتأتي هذه المصاحف بأسماء مختلفة حسب خامتها ولونها، منها المصحف التوتي، الحريري، المخملي، المعتق وغيرها.
فيما تترافق مع هذه المصاحف شرائح عطرية خاصة كبديل عن الشريط القماشي، تتباين بين روائح الورد والمسك واللافندر والفانيلا، بحسب طلب الزبونات، حيث تقوم بإنجاز هذه الطلبات محترفات.
تقول نرجس عبد الله، سيدة إيرانية انتقلت للعيش إلى السعودية منذ فترة قصيرة، بأنها تفاجأت من حجم الإقبال الكبير الذي لقيته المصاحف التي امتهنت صنعها يدوياً، حيث كانت تعرضها عبر احد المعارض المتخصصة بالمنتجات الأسرية، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الصناعات اليدوية.
وأوضحت أن انجذاب السيدات لاقتناء هذه المصاحف دفعها لتطوير أشكالها وألوانها وخاماتها وابتكار أنواع مختلفة تستقطب أكبر شريحة من السيدات.
وتابعت نرجس حديثها قائلة بأن أغلب الحريصات على اقتناء المصاحف الفاخرة هن من الفتيات الجامعيات والمعلمات وبعض ربات البيوت، اللاتي يشاركن في مراكز وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وذلك لأنها تخاطب ذوق المرأة على وجه الخصوص.
وهذا ما شجعها على استعمال الألوان الزاهية والمسميات المغرية، فيما ترى بأن الرجل لا تستهويه أبداً هذه الموضة، ويرى أنها «موضة نسائية» محضة.
وتشير نرجس إلى أنها لا تدخل أي تغيير في الصفحات الداخلية، وان دورها يقتصر على الغلاف الخارجي للمصحف وإلباسه حلة مختلفة، وهو الأمر الذي يتطلب أخذ مقاسات المصحف مسبقاً.
ويحتاج لمدة تتراوح ما بين يومين إلى ثلاثة، مضيفة بأن لديها تصاميم جاهزة على مقاس المصحف الأخضر، وتـُلبس له مباشرة في حال طلبت الزبونة أخذ تصميم جاهز دون أي اشتراط في اللون والموديل والخامات المطعمة لغلاف المصحف.
وتتراوح قيمة هذه المصاحف ما بين 30 إلى 120 ريالا سعوديا (8 إلى 32 دولارا)، حيث يختلف سعرها باختلاف حجم المصحف ونوعية وكمية الخامات المستعملة فيه، وايضا ما إذا احتاج إلى غلاف مبطن أو من طبقة واحدة.
وحجم الاكسسوارات والشرائط وقطع الكريستال التي يفضل الكثير من السيدات نثرها على الغشاء، وهو النوع الأغلى على الإطلاق.
من جانبها، تعلق وفاء الدوسري، وهي معلمة تربية إسلامية للمرحلة الابتدائية في إحدى مدارس القطاع الخاص، أنها حرصت على اقتناء مصحف حريري فيروزي اللون، لكونها ترى أن في ذلك وسيلة محببة لجذب الفتيات الصغيرات إلى قراءة القرآن الكريم.
وأضافت بأنها قدمت بعض المصاحف الفاخرة كهدية للطالبات المتفوقات ووجدت أنهن سعدن كثيراً بهذه الهدية القيمة، وهو ما تراه أمراً جيداً وأفضل بكثير من تقديم أي هدية استهلاكية أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن حرفة صنع وتجهيز المصاحف الفاخرة ليست حديثة، حيث برز قديماً استعمال الذهب في تزيين الكتابات القرآنية.
كما يشير بعض النصوص الأدبية القديمة إلى حرفة تذهيب المصاحف الفاخرة التي ظهرت منذ أواخر القرن الثاني للهجرة - الثامن للميلاد.
وكانت صناعة التذهيب تجرى حتى القرن السابع الهجري، ونالت عندها زخرفة المصاحف وتذهيبها العناية الاولى ثم يتبعها كتب الأدب على اختلاف أنواعها.
منقووووووووووووووول.
الموضة لم تترك شيئ وماذا بعد اذن.