[b]يبدو أن هناك المزيد من المفاجآت التي لم تتضح بعد في قضية تنظيم حزب الله في مصر ، حيث أعلن المحامي منتصر الزيات محامى المتهمين أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا الاثنين القادم يتناول فيه القضية من جوانبها المختلفة بداية من عرض الثغرات القانونية والجوانب السياسية لها والضجة الإعلامية التى صاحبتها وغير ذلك.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا" عن الزيات القول في بيان له الخميس إنه سيعرض رؤية تحليلية سياسية للقضية من بدايتها وتضخيمها إعلاميا بإصدار بيان للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود لجعلها قضية رأى عام.
وأشار إلى أنه سيتطرق کذلك فى مؤتمره الصحفى للمعلومات الكاملة عن جميع المتهمين ويدعمها بكشف حقائق القبض عليهم قبل أربعة شهور ووقائع التعذيب التى تعرضوا لها والرسالة التى أوصاه إياها المتهم الأول فى التنظيم سامى شهاب.
وشدد على أنه ولأول مرة سيفصح عن المراسلات بين القاهرة وبيروت والأوراق الخاصة بالمتهم الأول فى القضية سامى شهاب کما سيكشف عن مفاجآت مدوية قد تغير من خط سير القضية.
وتأتي تلك التصريحات المثيرة بعد أن نقل الزيات رسالة اعتذار من المتهم الأول للشيخ حسن نصر الله ونشرتها وسائل إعلام مصرية في 14 إبريل.
فى تلك الرسالة ، خاطب سامي شهاب الأمين العام لحزب الله ، قائلا :" قولوا للسيد نصرالله: لو خضت بنا البحر لخضناه وراءك، وأعتذر لك عما وقع من الكشف عن جنودك الذين يجب أن يكونوا على مستوى المسئولية التى علمتنا إياها".
وعندما سأله الزيات عن سر اعترافاته الكاملة التى تدينه قضائياً، قال شهاب:"دعم المقاومة ليس عيباً فى فلسفة حزب الله بل إنه شرف نقدمه للأمتين العربية والإسلامية، وقد تلقيت تكليفا من الحزب بأن أقول كل شىء، لأنه لا يوجد شىء معيب فى القضية".
وكشف له أيضا أنه كان طلب من قيادات حزب الله الإذن لتنفيذ عمليات تفجيرية ضد السياح الإسرائيليين فى سيناء رداً على عملية اغتيال "الحاج رضوان"، فى إشارة إلى اغتيال القيادى فى حزب الله عماد مغنية فى سوريا العام الماضى، لكنهم رفضوا، وطلبوا عدم تنفيذ أى عمليات فى مصر.
وكانت الصحف المصرية نشرت في 13 إبريل ما قالت إنه نص اعترافات اللبناني سامى شهاب، واسمه الحقيقي محمد يوسف أحمد منصور ، مشيرة إلى أنه اعترف بتأسيس مكتب لحزب الله فى مصر في عام 2005 ، قائلا :" تأسيس (وحدة مصر) جاء لدعم القضية الفلسطينية، هذه الوحدة نجحت فى تهريب أسلحة وذخائر ومقاتلين إلى قطاع غزة من أجل قتال اليهود فى الأراضى الفلسطينية " ، وشدد في هذا الصدد على أن قيادات الحزب تعتبر مصر "خطاً أحمر" وترفض تنفيذ أى أعمال ضد اليهود داخل أراضيها.
ويرى مراقبون أن قضية خلية حزب الله هى انعكاس واضح لسياسة المحاور في المنطقة ما بين نهج الممانعة ونهج الاعتدال واستمرارها من شأنه أن يقضى تماما على الآمال بمصالحة عربية شاملة ، بل ويعطي المبرر القوي لإسرائيل لشن عدوان جديد على غزة أو لبنان .
ويبدو أنه لا سبيل للخروج من هذه الأزمة سوى بمبادرة من حزب الله ، وهنا يرى حبيب فياض الخبير اللبناني في الشئون الإيرانية أنها يجب أن تقوم على عدة أسس منها ، تفنيد الاتهامات لخلية حزب الله بنشر التشيع في مصر، مشيرا إلى أنه طالما أصدر الحزب بيانات شدد خلالها على ضرورة عدم الخوض في المسائل العقائدية والمذهبية وخاصة مع السنة .
وأضاف أنه بالنسبة لتهمة التخطيط لعمليات إرهابية داخل مصر ، فإن تاريخ حزب الله المقاوم لا يؤيد تلك التهمة ، كما أنه ليس من مصلحة الحزب توتير العلاقات مع مصر .
أما فيما يتعلق بموضوع تهريب الأسلحة إلى غزة ، أكد فياض في تصريحات لفضائية الجزيرة أن تلك هى القصة الحقيقية التي لم تدرج في لائحة الاتهامات ، موضحا أن المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني تسمح للعرب وحزب الله بمساعدة الفلسطينيين ، إلا أنه طالب بالتنسيق في هذا الشأن ، كما طالب بتشكيل لجنة مشتركة من مصر ولبنان لحل الأزمة الحالية.
وفي السياق ذاته ، يرى الدكتور وحيد عبد المجيد الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام أن مبادرة شجاعة من حزب الله قد تساعد في حل الأزمة وتجنب تداعياتها الخطيرة ، مشيرا إلى ضرورة قيام المبادرة على أساس التأكيد على عدم وجود نوايا سيئة تجاه مصر وأن حزب الله يقدر موقف مصر وشعبها ويلتزم بعدم تكرار ما حدث واحترام السيادة المصرية