خرج الرئيس السودانى عمر البشير بتصريحات مثيرة حول العلاقات مع مصر أكد خلالها أنها ليست فاترة وليست حميمة ، لكنها إيجابية والفهم المتبادل قائم بين البلدين.
وعلق على قضية تنظيم حزب الله في مصر ، قائلا :" إننا نثق فى حزب الله وقيادته ونعتبره مقاومة شريفة ونعرف أنه لم يمارس أى أنشطة ضد أى دولة عربية أو غير عربية ونأمل فى احتواء الأزمة بأسرع ما يمكن، حتى لا ينصرف الاهتمام عن إسرائيل".
ودعا فى حديث للكاتب الصحفى فهمى هويدى ونشر بجريدة الشروق المصرية إلى سحب مبادرة السلام العربية لأنها على حد قوله لم تؤد إلى شىء جديد ، موضحا أنه أبلغ الرؤساء العرب بذلك فى أحد الاجتماعات المغلقة ولولا حرص الخرطوم على عدم شق الصف العربى لكان لها موقف آخر.
وأضاف "السودان كان أول من دعا إلى عقد قمة عربية بعد بدء العدوان على غزة، وقد اتصلت هاتفيا بالرئيس بشار الأسد لهذا الهدف، ولذلك فإن قطر حين عرضت استضافة القمة، فإننا كنا فى مقدمة الملبين".
وفي الشأن الداخلي ، نفى وجود معتقلين سياسيين فى السجون السودانية ، وقال إن الدكتور حسن الترابى كان آخر المعتقلين وقد أطلق سراحه ومع ذلك عزل نفسه عن الإجماع الوطنى منذ استسلم لأحقاده الشخصية وتراجعت لديه أولوية المصالح العليا للوطن.
وردا على سؤال إذا ما كان السودان يعتبر من دول الممانعة أم دول الاعتدال ، قال :"يجب ألا ننسى أن السودان هى دولة "اللاءات" التى أعلنت فى قمة الخرطوم بعد هزيمة 67 (لاتفاوض ولا صلح ولا اعتراف) وهى مازالت على ذلك العهد إلى الآن. ولذلك فهى تقف مع المقاومة على طول الخط".
وحول نتائج زيارة المبعوثين الأمريكيين للخرطوم، كشف أن النتائج لم تظهر بعد ولكن المقدمات تعطى انطباعا مريحا نسبيا، قائلا :" فيما يخص المنظمات فإننا تمسكنا بقرارنا بإبعادها، لأن لدينا أدلة قوية تثبت تآمرها ضدنا وانتسابها إلى قوى الضغط الصهيونية ".
وأوضح أن السودان لديه خبرة طويلة مع المبعوثين الأمريكيين، أكثرها غير مشجع لأن المشكلة لا تكون فى المبعوث القادم من واشنطن، ولكنها فى القوى الضاغطة على القرار السياسى هناك ويكون التقرير مكتوبا سلفا، والمبعوث الذى يقتنع بكلام الخرطوم يعفى من منصبه.
وبالنسبة لمشكلة جنوب السودان ، قال :" هناك 40 بالمائة من الجنوبيين يريدون البقاء فى إطار الدولة الواحدة وهذه النسبة تتزايد، خصوصا فى ظل الصراعات الحاصلة بين القبائل الجنوبية التى يرفض بعضها الخضوع لسلطان الحركة الشعبية".
وحول مدى صحة قاله وزير الزراعة الزبير بشير من أن الأمريكيين طلبوا من السودان عدم التوسع فى زراعة القمح ليظلوا وحدهم الممسكين بهذا الملف ، أجاب " ليست لدينا أوراق رسمية تثبت ذلك، لكننى لا أستبعده لأنهم فعلوا نفس الشىء أثناء حكم الرئيس إبراهيم عبود (1958 ــ 1964)، حيث أعطونا القمح والدقيق مجانا، وطلبوا منا ألا نزرع القمح فى الولاية الشمالية".
وفيما يتعلق بقضية دارفور ، أضاف "المتمردون يحصلون على سلاحهم من تشاد بحكم الصلات القبلية. وتشاد تحصل على السلاح من ليبيا وقد تحدثنا مع الليبيين بهذا الخصوص، فكان ردهم أنهم يقدمون السلاح إلى الحكومة التشادية وليس إلى المتمردين".