تضررت قطاعات تجارية وصناعية عديدة بسبب شبح طاعون أنفلونزا الخنازير الذي أضحى حدوتة تلوكها الألسن في كل مكان (البيت ـ المواصلات ـ على المقهى...) فلا أحد يتحدث إلا عن الذعر الذي تبثه في النفوس، وذلك على أثر ذيوع أنباء تتحدث عن الأخطار الرهيبة التي تترتب على إصابة الملايين بالمرض حال تحور الفيروس وانتقاله من إنسان إلى آخر.
وتواكبت حالة الفزع هذه مع انتشار شائعات خطيرة تربط بين النفي الرسمي المصري لوجود حالات مصابة بالمرض وبين ما حدث خلال أنفلونزا الطيور التي اجتاحت البلاد منذ ما يقرب من عامين، وكانت أجهزة الدولة آنذاك تنفي نفيا قاطعا وصول الفيروس إلى مصر، وفجأة وبلا أدنى مقدمات اكتشف المواطنون وجود عدة إصابات بالفيروس الذي راح ضحيته عشرات المصابين.
ومما زاد الطين بلة صدور تصريحات على لسان د. حاتم الجبلي ـ وزير الصحة المصري ـ تدعو المواطنين للابتعاد عن أماكن التجمعات الكبيرة سواء في المواصلات أو طوابير الخبز أو المقاهي.
تجار الطيور أول المتضررين
بل وصل الأمر مداه حين طالب الجبلي بوقف رحلات العمرة إلى الأراضي الحجازية ودعوته مديري المدارس بعدم تقييد التلاميذ بالحضور هذه الأيام ـ في دعوة صريحة للأهالي لعدم ذهاب أطفالهم للمدارس ـ وذلك رغم قرب الامتحانات التي تحل على الأبواب.
كما صدرت تسريبات عن أحد أعضاء مجلس الشورى أكد فيها أن طاعون الخنازير يهدد بالفتك بأكثر من 18 مليون مصري مما زاد حالة الفزع التي تجتاح كل منزل خوفا من انتشار العدوى.
وقد تجولت شبكة الإعلام العربية "محيط" في الأسواق والشوارع للوقوف على آخر توابع الأحداث، حيث تلاحظ لنا تأثر عدة قطاعات بشكل خطير جراء المخاوف من انتشار الفيروس، وكانت أكثر القطاعات تضررا فئة تجار الطيور الذين صادرت أجهزة الصحة جميع طيورهم بحجة الاحتياطات الصحية ومحاصرة الفيروس دون أي بادرة أمل في حصولهم على تعويضات نظير ذلك مما يعني عدم مساواتهم بأصحاب زرائب الخنازير.
كما تأثرت مبيعات المحال التجارية من السلع الاستهلاكية وخصوصا الشيكولاتة والبسكويت وجميع حلويات الأطفال التي يدخل في صناعتها الدهون بعد انتشار شائعات دخول دهون الخنازير في صناعة تلك المنتجات وخصوصا المستورد منها.
حرق الخنازير غير الصالحة بأحد مجازر القاهرة
وتأثرت كذلك معارض بيع اللحوم المصنعة مثل اللانشون والمفروم والبرجر والسجق وكذا اللحوم المستوردة بطوفان الشائعات وأحجم المواطنون عن شرائها وذلك على اثر عمليات ذبح الخنازير دون إعدام لحومها وحفظها في ثلاجات تمهيدا لبيعها فيما بعد.
ولم تكن الأوضاع أحسن حالا مع محلات الجزارة البلدية التي بات زبائنها يتشككون أيضا في احتمال خلط أصحاب هذه المحال للحوم البلدية بلحم الخنزير وانتشرت ظاهرة ذبح اللحوم سواء الضأن أو الماعز أو حتى رؤوس البتلو صغيرة السن والوزن وبيعها للجمهور وقت ذبحها، مما يهدد بتسرب الحيوانات المريضة أو غير الصالحة للأسواق والتجار.
أحدى زرائب الخنازير
على صعيد متصل انتشرت حالة من الهلع بين كل من يصاب بأعراض تتشابه مع الأنفلونزا، فكل من يعاني من ارتفاع درجة الحرارة أو الرشح يسارع بالذهاب إلى مستشفيات الحميات التي باتت تواجه آلاف المرضى يوميا ممن تتوافر لديهم بعض أعراض الإصابة بالفيروس، مما استلزم رفع درجة الاستعداد بدور الرعاية الصحية للحالة ج وصدور تعليمات بإلغاء كافة الأجازات للأطباء والممرضات.