أكد رئيس أركان جيش الإحتلال الإسرائيلى السابق دان حالوتس أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بذلت جهوداً كبيرة لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ، لكنها فشلت.
ونقل التليفزيون الإسرائيلي عن حالوتس القول :" إنه منذ انتهاء حرب لبنان العام 2006 عملت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أكثر من مرة على اغتيال نصر الله ولكنها لم تنجح "، مشيرا إلى أن لبنان اليوم يشكل خطراً على إسرائيل أكثر من أي وقت مضى بسبب تقدم مكانة حزب الله وتطوره من الناحيتين السياسية والعسكرية والدعم الإيراني له.
ومن جانبه ، صرح اليعازر تسفرير رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" يأن أمن إسرائيل يحتم على الجهاز تكثيف نشاطه الاستخباراتي وتجنيد عملاء تكون مهمتهم الأساسية معرفة ما يخطط له نصر الله ضد إسرائيل.
وأضاف " إزاء الوضع في لبنان لا يمكننا إلا تكثيف النشاط الإستخباراتي على مختلف الأصعدة، والأمر لا يقتصر على تجنيد عملاء وإنما أيضا تطوير المعدات الإستخباراتية الحديثة وبينها طائرات من دون طيار".
واختتم تصريحاته قائلا :" لا شك في أن الذين يتم تجنيدهم للعمل مع إسرائيل يدركون تماما أن الموساد لا يمنحهم بوليصة تأمين على الحياة وأن احتمال الكشف عنهم أمر وارد ، ومن جهة إسرائيل لا يمكنها في مثل هذا الوضع أن تفعل شيئاً سوى تجنيد المزيد والبحث عن بدائل لمن ضبطوا".
وتأتي التصريحات الإسرائيلية السابقة بعد إعلان الأمن اللبناني عن اعتقال ثلاث شبكات للتجسس تعمل لصالح إسرائيل في شهر إبريل الماضي ، وبعد إعلان حزب الله في 2 مايو عن اعتقال شبكة تجسس جديدة تعمل لصالح إسرائيل في النبطية يرأسها مصطفى علي عواضة "55عاما".
وكان حزب الله أعلن في بيان له أن أجهزة المقاومة ألقت القبض على عواضة لدى محاولته الفرار من منزله وسلم إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية مع الكاميرات التي وجدت في مرآب سياراته.
وأشار إلى أن عواضة يتجسس لصالح تل أبيب منذ وقت طويل وهو ثالث عميل للإستخبارات الإسرائيلية يعتقل في "النبطية" بعد مروان فقيه وعلي منتش اللذين كانت لهما أدوار كبيرة في حرب تموز عن طريق تحديد أهداف للعدو الإسرائيلي وإيصال معلومات له عن المقاومة.
وجاء إعلان حزب الله بعد أن أكد مصدر أمني في بيروت في 27 إبريل الماضي أن الأمن اللبناني تمكن من وضع يده على خليتين جديدتين مرتبطتين بجهاز الموساد الإسرائيلي تتألف الأولى من عميلين والثانية من عميل واحد ، موضحا أن الخليتين اعترفتا بالعمل للموساد الإسرائيلي وأنه تبين من خلال التحقيقات الحثيثة أن عناصرها مدربة تدريبا محترفا على مواجهة عمليات الإعتقال والإستجواب لذلك فإنه من غير المتوقع الحصول على نتائج للتحقيقات قبل فترة .
وأضاف أن الكشف عن الخليتين الجديدتين وقبلهما خلية أديب العلم يعد مؤشرا حول نقلة نوعية في تعامل الأمن اللبناني مع هذه الإختراقات من جهة ووجود إقرار إسرائيلي بتنشيط العمل الإستخباراتي والأمني لجهاز الموساد الإسرائيلي بما في ذلك الشبكات النائمة من جهة ثانية.
وكانت السلطات اللبنانية أوقف في الحادي عشر من إبريل العميد المتقاعد في الأمن العام أديب العلم وزوجته حياة صالومي وابن شقيقه جوزيف العلم وهم من بلدة رميش الجنوبية الحدودية وذلك بتهمة التجسس لصالح إسرائيل .
ووفقا للمصدر الأمني:"فإن اعتقال خلية العلم شكل ضربة كبيرة للموساد في ظل ما يتمتع به من امكانات وتقنيات وشبكات وخبرات خاصة حيث أن قوى الأمن اللبنانية انخرطت منذ سنتين تقريبا وتحديدا في أعقاب عدوان يوليو في عملية رصد الشبكات الإسرائيلية والإرهابية وغيرها".
وفسر كيفية الكشف عن شبكات التجسس السابقة ، قائلا :" إنه قبل سنة ونصف السنة بدأت عملية رصد مجموعة أهداف وكان بينها شبكة أديب العلم وتم القبض على أشخاص تبين أنهم غير متورطين لذلك تقرر تنويع وسائل العمل العلمية المتطورة جدا والتقليدية حيث كانت المعلومات جزءا منها ولكنها ليست كلها موضحا أنه من خلال التحقيقات تبين أن هناك توجها اسرائيليا في مرحلة ما لجعل معظم الشبكات نائمة.
وأضاف أنه بعد رأس السنة بفترة وجيزة تم تزخيم عمل الشبكات الإسرائيلية بعد مضي شهور على إلقاء القبض على شبكة علي الجراح من قبل جهاز المخابرات في الجيش اللبناني وذلك بموجب أمر مركزي وأن هذا الأمر جعل الأمن اللبناني يستخلص أن تل أبيب تحضر لعمل أمني كبير جدا في لبنان يكون بديلا من العمل العسكري عبر محاولة الوصول إلى أهداف ونقاط حساسة جدا للمقاومة اللبنانية.
وأوضح أن الجانب الإسرائيلي كان يركز في حركته على أهداف للمقاومة شمال نهر الليطاني بما في ذلك في البقاع وأن العلم كان محور رصد منذ سنتين ولكن بعد التنشيط الأخير للخلايا تم إلقاء القبض عليه وأنه تم اكتشاف تقنيات متطورة جدا للعمل والإتصال والرصد .
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه كان يتم العمل على أهداف أخرى حيث تم إلقاء القبض على خليتين منفصلتين عن شبكة العلم ولا تمتان بأية صلة بها الأولى تضم اللبناني روبير إدمون .ك ويسكن في منطقة عريض دبين القريبة من مرجعيون ويعمل مع أشقائه في تأجير الجرافات والآليات والرافعات الثقيلة وأحواله المادية أكثر من جيدة ويملك منزلا مجاورا لموقع سابق للإحتلال الإسرائيلي في تلة الشريقي دمرته المقاومة وقد جند المدعو روبير فلسطينيا يقيم في محلة الفيلات في صيدا ويعمل في إحدى شركات مستلزمات البناء في الزهراني وتم إلقاء القبض عليه حيث من المرجح أن يكون عمل هذه الشبكة قد بدأ بعد عدوان يوليو 2006.
وتابع "الخلية الثانية المنفصلة عن الأولى وعن شبكة العلم تضم اللبناني على حسين. م من بلدة زبدين ويقيم في النبطية ويملك فرنا وملحمة فيها وقد تم تجنيده منذ سنوات كما من المرجح أن تضم آخرين وهو الأمر الذي ستبينه التحقيقات الجارية ".
وكشف عن أن عمليات دهم منازل الأشخاص الثلاثة في مرجعيون وصيدا وزبدين أسفرت عن ضبط أجهزة كمبيوتر وأقراص مدمجة وهواتف خلوية دولية إسرائيلية كما صودرت سيارات المتهمين التي تحتوي على أجهزة متطورة تختص بكشف إحداثيات المناطق المنوي مراقبتها.
وأكد المصدر ذاته أنه من المبكر جدا تحديد طبيعة عمل كل خلية إلا أن مصادر أمنية متابعة قالت: "إن دور إحداها ربما يتخطى الإستطلاع وجمع المعلومات إلى التنفيذ" ، مشيرا إلى أن الإحتلال الإسرائيلي يبدو مطمئنا من الناحية الأمنية في جنوب الليطاني لذلك ركز عمل خلاياه في شمال النهر أي في البقاع والضاحية والعاصمة من أجل رصد الجاهزية وتراكم عناصر القوة والردع لدى المقاومة.
وانتهى إلى التأكيد على وقوع الموساد الاسرائيلي في فخ التعليمات المركزية الموحدة التي أعطاها إلى عدد كبير من الخلايا بعد اكتشاف شبكة العلم وهو الأمر الذي أفسح المجال لاكتشاف الخليتين الجديدتين والقبض عليهما والكشف عن خلايا أخرى ، لافتا إلى أن هذا ستوضحه التحقيقات في الأيام والأسابيع المقبلة.