عمان: ذكرت تقارير صحفية ان عريف حفل القداس الذي اقامه بابا الفاتيكان امس باستاد عاصمة الأردن عمّان، تعمد انتهاك سيادة الأردن من خلال كلماته التي سببت صدمة وذهولا للذين حضروا القداس.
وكان الجمهور الذي حضر قداس الكنيسة الكاثوليكية الذي اقامته برئاسة البابا بندكت السادس عشر ياستاد عمان الأحد وزاد عدده عن الـ 50 ألفا، قد فوجئ بكلمة عريف حفل القداس الأب جهاد شويحات التي قال فيها قبل دخول البابا ستاد عمان الدولي بلحظات: "انزعي عنك يا عمان ثوب المذلة وارتدي ثوب العزة".
وحسب صحيفة "الحقيقة الدولية" الأردنية، فقد أثارت كلمات شويحات سخط وغضب الأردنيين الذي وجدوا في كلامه تعديا على سيادة بلادهم وتقليلا من شأنها بعد ان وصفها بالذليلة.
وتابع الاب شويحات كلمته وسط حالة من ذهول الحضور الذين وجدوا في كلمته تطاولا على سيادة الدولة كون البابا الذي تتشرف بزيارته عمان ليس نبيا وإنما رجل كغيره من البشر .
وكان البابا اختتم أمس، زيارته إلى الأردن في إطار رحلة "الحج" إلى الأراضي المقدسة، وفي قدّاس حاشد بالعاصمة الأردنية شارك فيه أردنيون من مختلف الطوائف ومسيحيون من سورية ولبنان والعراق، دعا البابا المسيحيين في الشرق الأوسط إلى التمسك بعقيدتهم والمساهمة في بناء حضارة المحبة.
ودعا البابا خلال القداس الذي شارك شارك فيه أردنيون من مختلف الطوائف ومسيحيون من سورية ولبنان والعراق، المسيحيين في الشرق الأوسط إلى أن يكونوا "أوفياء لجذورهم" في منطقة يسودها الاضطراب وتعاني منذ عقود صراعات اجبرت العديد منهم على الهجرة، مشددا على أن الكنيسة في الأراضي المقدسة يمكن أن تسهم إسهاما مهما في "تقدم ثقافة إنسانية حقيقية وبناء حضارة للمحبة".
وقال البابا "لقد طال انتظاري لهذه الفرصة لأقف امامكم واشجعكم على المثابرة في الايمان والامل والحب".
وتابع "ادعو لكم الا تنسوا ابدا الكرامة الكبيرة الخاصة بكم والتي تنبع من التراث المسيحي، او تفشلوا في التماس المحبة والتضامن في كل ما تبذلونه مع اخوتكم واخواتكم في الكنيسة بكل انحاء العالم".
كما دعا البابا الى بناء جسور جديدة من اجل الحوار بين الشعوب من مختلف الديانات، وإلى تعظيم قيم العائلة وصيانة حقوق المرأة وكرامتها.
جامعة كاثوليكية
وكان بابا الفاتيكان وضع السبت حجر الأساس لبناء جامعة دينية مسيحية لاهوتية في محافظة مأدبا لتكون أول جامعة تقام في الأردن تشرف عليها الكنيسة.
ولقيت هذه الخطوة إدانة واستنكارا شديدين من قبل شخصيات إسلامية وسياسية ونقابية أردنية معتبرين تأسيس الجامعة مرحلة أولى لعملية تنصير واسعة بين أبناء المنطقة وذلك رغم الترحيب والحفاوة التي استقبل بها البابا خلال زيارته التي بدأت الجمعة وتنتهي اليوم الاثنين.
وطالب إسلاميو الأردن في تصريحات نقلتها صحيفة "الحقيقة الدولية"، بعدم ترخيص أية جامعة تعمل تحت سلطة الكنيسة باعتبار أن نسبة المسيحيين في المملكة لا تشكل 2% من مجموع سكان المملكة المسلمين .
وأشاروا إلى انه في الوقت الذي تم إقصاء أساتذة من التيار الإسلامي من جامعة الزرقاء الأهلية بحجة مخاوف من سيطرة الإسلاميين على الجامعة، وافقت الحكومة الأردنية في المقابل على ترخيص جامعة مسيحية "لاهوتية" مخصصة حصريا للمسيحيين.
وانتقد المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين السابق سالم الفلاحات إقامة جامعة كاثوليكية تتضمن مناهجها لدراسة الأديان المقارنة، موضحا ان الترحيب بضيف الاردن رغم اساءته الى مليار ونصف من أهل الإسلام لا يمنحه الصلاحية في إقامة جامعة لاهوتية في مادبا.
وشدد الفلاحات على ضرورة ان يتقدم البابا باعتذار واضح وصريح حول إساءته للدين الإسلامي والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بدلا من إقامة تلك الجامعة التي زعم أنها ستدرس حقوق الإنسان .
وأكد الفلاحات أن تصريحات البابا حول حرية الأديان والعبادة يثير الكثير من المخاوف حول السماح للطلبة اليهود بالدراسة في تلك الجامعة بكافة تقاليدهم وأعرافهم الدينية التي سيبثونها داخل الجامعة، مشددا على عدم السماح بتأسيس جامعة كاثوليكية تمول من الكنيسة الأمر الذي يؤثر سلبا على النسيج الاجتماعي والهوية الأردنية خاصة ان ظهرت جامعات أخرى مشابهة لها.
مشاعر البابا تجاه اليهود
في الأثناء، لم يتمكن البابا الفاتيكان بندكت السادس عشر أن يخفي انتماءه للكيان الصهيوني الإرهابي، ليؤكد الحقيقة المكشوفة والمفضوحة عن علاقة الفاتيكان بعصابة الصهاينة، "بأنه " لا يمكن أن تنقطع العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والشعب اليهودي"، بحسب قوله.
جاء ذلك أثناء الزيارة التي قام بها بابا الفاتيكان السبت إلى جبل "نيبو" وقال فيها "يذكرنا تقليد الحجاج القديم إلى الأماكن المقدسة بالرباط الوثيق الذي يوحد الكنيسة مع الشعب اليهودي"، مشيرا إلى "إن الكنيسة في هذه الأرض ومنذ البدايات كرمت تذكار شخصيات العهد القديم في طقوسها، دلالة على تقديرها العميق للوحدة بين العهدين وأنه شواقا لتخطي كل عقبة تعترض درب المصالحة بين المسيحيين واليهود "، أي العهد القديم (اليهودي) والعهد الجديد (المسيحي).
ومضى البابا بكلماته التي تنم عن المخطط الخطير الذي يحاك للمنطقة، تمهيدا لمعركة فناء الكون (الهرمجدون) للعيش في الألفية السعيدة "مخطط الخلاص"، والعودة الثانية للسيد المسيح، بعد إقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرض فلسطين التاريخية، بسحب إعتقادهم، وقال"لنرفع عيوننا وقلوبنا نحو العلي، نحن المجتمعين في هذا المكان المقدس وفيما نستعد لتلاوة الصلاة التي علمنا اياها الرب اليسوع، فلنسأله أن يعجل مجيء ملكوته، فنشاهد ونرى هكذا تحقيق مخطط الخلاص وتمامه".
يشار إلى أن جبل "نيبو" هو المكان الذي وصل إليه سيدنا موسى عليه السلام قادما من سيناء مصر مارا في طريق الملوك، حيث توفي أخاه هارون بالقرب من مدينة البتراء، وذلك بعد أن عصى أتباع موسى من بني إسرائيل أمر الله سبحانه وتعالى لهم ورفضوا التوجه إلى الأرض المباركة، وتاهوا في صحراء سيناء بأمر الله عز وجل.
وجبل "نبو" الذي يسمى أيضا بـ"الصياغة"، وهي كلمة سريانية تعني الحد أو الدير، يستطيع المرء أن يرى من أعلى قمته قبة الصخرة وقبب الكنائس في المدينة المقدسة.