يبدو أن تصريحاته حول رغبته في يكون أول سجين سياسي من أسرة "آل صباح " بدأت تجد استجابة ، حيث أصدرت محكمة كويتية في 5 مايو حكما بسجن الشيخ صباح المحمد أحد أفراد أسرة آل صباح الحاكمة ثلاث سنوات في قضية أمن الدولة المرفوعة ضد صحيفة الشاهد بتهمة تعرضها "للذات الأميرية".
وقال مصدر قضائي كويتي لصحيفة "البيان" الإماراتية إن محكمة الجنايات أصدرت حكما بحبس رئيس تحرير جريدة "الشاهد" ومالك قناة "الشاهد" التليفزيونية الشيخ صباح المحمد ثلاث سنوات مع كفالة ألفي دينار لوقف التنفيذ وذلك بعد تعرضه "للذات الأميرية" في أحد الموضوعات المنشورة في جريدته في صفحة "تسالي" .
وأضاف " الحكم ضد المحمد جاء بعد ثبوت الأدلة التي قدمتها وزارة الإعلام بالتعاون مع أمن الدولة "، وفي المقابل، أكد محامي الدفاع أن موكله لم يقصد الإساءة إلى أمير البلاد ، لافتاً إلى أنه سيستأنف الحكم.
ورغم نفيه الإساءة إلى الأمير، إلا أن هذا الحكم لم يكن الأول من نوعه ضد الشيخ صباح المحمد ، حيث قضت محكمة الجنايات الكويتية برئاسة المستشار هاني الحمدان في نوفمبر 2008 بتعطيل جريدة الشاهد أسبوعين وحبس رئيس تحريرها الشيخ صباح المحمد الصباح ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ ، بالإضافة إلى كفالة مقدارها ألف دينار وتعويض مدني قدره 5001 دينار وذلك بتهمة التطاول على ابن عمه وزير النفط السابق الشيخ علي الخليفة الصباح.
وكان الشيخ صباح المحمد نشر مقالا بعنوان ( إلى من اشترى الوطن بفلوس الوطن ) هاجم فيه وزير النفط السابق الشيخ علي الخليفة الصباح واتهمه بسرقة أموال الوطن وشراء جريدة الوطن لإبنه خليفة .
وعلى إثر نشر المقال ، قام محامي الشيخ علي الخليفة بتقديم شكوى لدى النيابة العامة ضد ما نشر في جريدة "الشاهد" وأحيلت القضية إلى محكمة الجنايات التي اعتبرت ما كتبه الشيخ صباح المحمد تطاولا على الشيخ علي الخليفة الصباح وأمرت المحكمة بمصادرة العدد الذي تضمن المقالة وإعدام النسخة الأصلية.
تصريحات نارية
وفي تعليقه على الحكم السابق ، قال الشيخ صباح إنه مستعد لتنفيذ أي حكم يصدر ضده ، قائلا :" أتمنى أن يكون في المرة المقبلة حكماً بسجني لأنني أريد أن أثبت أننا في دولة ديمقراطية ، أريد أن يطلق علي لقب أول سجين سياسي من أسرة الصباح ".
ورفض بشدة ما نشرته بعض الصحف حول أن أبناء الصباح لا تنفذ فيهم الأحكام ، قائلا " هذا غير صحيح لأن هناك من حكم عليه بعقوبات وهناك من صدر ضده حكم إعدام كما أن مجلس الوزراء أصدر قراراً بتنفيذ أية أحكام ضد أفراد الأسرة الحاكمة ".
وأضاف أن الحكم السابق هو وسام على صدر الجريدة بمناسبة عيد ميلادها الأول ، قائلا :"تظل الشاهد الصحيفة الأولى لدى الشارع والمواطن البسيط وهى الصحيفة التي تجرؤ على الكلام وهي الصحيفة التي تكشف بالمستندات والأدلة كل الفساد في جميع دوائر الدولة من دون استثناء،ولحرصنا على بقائنا الصحيفة المميزة والأولى في كل شيء فقد أعطانا القضاء الكويتي شهادة بأننا فعلاً الصحيفة الأولى في تنفيذ حكم التعطيل، وتتشرف الشاهد بأن تكون هي الصحيفة الأولى التي يأمر القضاء بتعطيلها لمدة أسبوعين تنفيذا لقانون المطبوعات الجديد سيئ الذكر".
وتابع " هذا الحكم يعد السابقة الأولى من نوعها ، أن يصدر حكم من القضاء بتعطيل صدور صحيفة يومية، وما هذا الحكم إلا وسام على صدري ، أنا الشيخ صباح المحمد الصباح رئيس مجلس ادارة الدار الكويتية للاعلام،ورئيس تحرير جريدة الشاهد اليومية،ورئيس تحرير جريدة الشاهد الأسبوعية، ورئيس محطة "أخبار الكويت أول بأول" ، الشاهد ستبقى الأولى في كل شيء،وستبقى الأولى رغم أنف القياديين المسئولين الزعلانين".
ويرى البعض أن ما حدث مع الشيخ صباح المحمد يؤكد أن الديمقرطية الكويتية بخير لأنها تصدر أحكاما بالسجن ضد أحد أفراد الأسرة الحاكمة وهذا غير مألوف في أغلب الدول العربية، فيما يرى آخرون في الحكم إساءة للديمقراطية الكويتية لأنها لا تقبل حرية التعبير عندما يتعلق الأمر بالأسرة الحاكمة ، ويذهب تفسير ثالث إلى القول إن ما يدور لا يخرج عن الدعاية السياسية فما الفائدة من الحكم إذا كان مع وقف التنفيذ، وهل كان سيصدر الحكم ذاته في حال نشر مقال يسيء لشخصيات من خارج الأسرة الحاكمة .