غلاف الكتاب
كشف الباحث والمؤرخ السوري الدكتور شوقي أبو خليل في كتاب له بعنوان "دمشق 93 للهجرة..الشمس في ضحاها" الصادر عن دار الفكر بدمشق أن العرب في العهد الأموي الأندلسي اكتشفوا القارة الأمريكية قبل كولومبس بثلاثة قرون على الأقل.
إذ يستشهد بما ذكره المستشرق الروسي كراتشكوفسكي عن "مغامرة الفتية المغرورين أي المخاطرين" والتي انطلقت في القرن التاسع الميلادي، أي في عهد حكم الأمراء الأمويين في قرطبة، حيث يذكر الإدريسي قصتهم على النحو التالي:
ومن مدينة لشبونة كان خروج المغرورين في ركوب بحر الظلمات، ليعرفوا ما فيه وإلى أين انتهاؤه.. ولهم بمدينة لشبونة بموضع من قرب الحمّة، درب منسوب إليهم، يعرف بدرب المغرورين إلى آخــر الأبد، ذلك أنهم اجتمعوا ثمانية رجال كلهم أبناء عم، فأنشأوا مركباً حمالاً وأدخلوا فيه من الماء والزاد ما يكفيهم لأشهر، ثم دخلوا البحر.
في عام 1952 نشرت صحف البرازيل تصريحاً للدكتور جغرز أستاذ العلوم الأثرية الاجتماعية في جامعة وايتوترستراند في جمهورية إفريقيا الجنوبية جاء فيه وفق "ارابيان بيزنس": إن كتب التاريخ تخطئ حينما تنسب اكتشاف أمريكا إلى كريستوف كولومبوس، ذلك لأن العرب في الواقع هم الذين اكتشفوها.
يقول مؤلف الكتاب أبو خليل لقد أبدع الأمويون الأندلسيون حضارة، أوصلتهم إلى القارة الجديدة قبل كولومبوس بثلاثة قرون على الأقل، فالبكري الأندلسي قرر أن مياه بحر الظلمات، متصلة بأرض الصين، والشريف الإدريسي أشار أن أرضاً يابسة فيه كما أن التجارة بين العرب وهنود أمريكا قامت قبل موافاة كولومبوس لها بخمسة قرون.
حسب الباحث السوري فإن "كولومبوس لما انطلق من أوروبا، كان مزوداً بمصورات وخرائط للعرب، وبها اهتدى إلى تلك الأرض، واستصحب رجلين من العرب كانا عبرا أمريكا قبل ذلك وعرفا الطريق، وعثر أحد علماء الآثاريات على ألواح مكتوبة بحروف عربية، ولغة عربية فاتجهت أنظار علماء الآثار إلى استطلاع كنه هذه الحقائق التاريخية التي لا تلبث أن تنطق بأفصح لسان، بفضل العرب على الإنسانية في الميادين جميعاً".
أيضا عدّد الكتاب الإنجازات التي قدمها الأمويون للعلم والحضارة الإنسانية ففي ذروة الفتوحات عام 93 للهجرة أيام الوليد بن عبد الملك فتحت سمرقند والديبل وطليطلة، كما أنه كان أول من بنى المستشفيات في الإسلام للمرضى، وأول من اتخذ داراً للضيافة، وأول من بنى الأميال في الطرق، ووضع الصوى "أي الأحجار التي توضع على قارعة الطريق وتكتب عليه المسافة" وحينما وّلي جوّدَ القراطيس، وجلّل الخطوط، وفخم المكاتبات، ووضع المنائر "أي المآذن".
على الغلاف يقول الناشر: لا أدافع عن عصر خلافة يتوهم بعضهم أنه مدان.. بل أقدم ما أراه حقيقة موثقة.. والذين يتهمون الأمويين ويرمونهم بالسباب والشتائم غير اللائقة لم يستطيعوا أن يرتقوا إلى مستواهم.. نسوا أن الأمويين تابعوا الفتوحات الإسلامية في الشرق والغرب، فوصلوا إلى الأطلسي غرباً وإلى الصين شرقاً.. وإلى أبعد من ذلك في الشمال والجنوب.. ناهيك عن نزاهة القضاء، وانتشار العلم الواسع.
بينما لم يضف أعداؤهم إلى أرض الإسلام شبراً واحداً على مدى حكم إماراتهم ودولهم كلها، فضلاً عن السلبيات التي عرفوا بها. يبقى عام 93هـ عام العزة العربية الإسلامية.. عام نشر الإسلام الذي لم ينحسر حتى يومنا هذا عن أرض بلغها أو وصل إليها.