زمن الصمت ....
في زمن الصمت ...... وحينما تبحر كلماتي في يباب الفكر
أقودها بفمي ....... و وقودها دمي ...
حينها أسافر إلى المجهول .....
إلى عالم آخر .... ليس كالذي أعيشه ...
وإن كنت أرغب حقاً بالإستيطان فيه ,,,,,
ولكن أنى لي ذلك ...
فأنا لا أستطيع أن أهرب من حاضري ....
فأنا لزاماً علي أن أعيشه ........
وهو لزاماً عليه أن يذيقني من ملوحة بحره .
قلت : أيا قلمي ؛ أما آن لك أن تريح قلب صاحبك ....
أما آن لك أن تتوب .... ولو ساعة من زمن ....
أو كلما رأيت الهموم والغموم تجر جيوشها نحوي ....
صحت بي ....
فقاطعني قائلاً : يا صاحبي ... إنما أنا خلاصك من ماضيك ....
وهروبك من حاضرك ......
وتهربك من مستقبلك ....
وإن جف حبري ..... فلا بدّ لي من مداد دمك ..
ثم ......... صمت في زمن الصمت .
زمن الصمت .....
حينما تنظر إلى الوجوه الشاحبة ....
حينما تسمع إلى الاصوات الصاخبة ...
حينها........ تنتقل روحك إلى عالم المجهول .....
عالم ترسمه بريشتك .... وتخطه بقلمك ....
عالم تسمع فيه ما تشاء .......
وترى فيه ما تشاء..........
وتتكلم بما تشاء ..........
زمن الصمت ......
أشبه ما يكون بالجنّة الخضراء .... والواحة الغنّاء ....
لا تسمع فيها سوى هدير الماء مرحباً بك ....
ولا ترى فيها سوى الورود والأزهار تبتسم لك
حينها تعلم ..... أنك لم تكن ...... ولن تكون .
أيا قارئ أحرفي ....... :
إن كنت تريد نصيحتي ....
فسافر .... إلى ذلك العالم ..
واجعل بحرك ورقة .......
ومركبك قلم ......
وليكن وقوده دمك ......
حتى إذا متّ ..... تموت ولم يتبقى في جسدك قطرة دم ...
لكي تكون تلك القطرات ...... وقوداً تتوقد به شمعات ...
لتنير الدرب لغيرك ........