أدلى ألون بار مديرعام وزارة الخارجية الاسرائيلية يوم 28 مايو/آيار بتصريح لصحيفة " كوميرسانت " الروسية حيث وضح جوهر الخلاف القائم بين روسيا وإسرائيل .
وقام مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية ألون بار بزيارة عمل الى روسيا وذلك عشية الزيارة المرتقبة الى موسكو لوزير الخارجية الاسرائيلية أفيجدور ليبرمان، وناقش ألون مع الدبلوماسيين الروس جدول أعمال الزيارة، مركزا على الوضع الناشئ حول حماس وحزب الله والبرامج النووية الايرانية. وصرح ألون بار لمراسل صحيفة " كوميرسانت " ان اسرائيل لن توافق على أي حل وسط طرحته موسكو او واشنطن فيما يتعلق بمسائل ضمان أمنها.
س – تقوم موسكو بتنشيط جهودها الرامية الى إشراك حماس في عملية السلام. وقد التقي وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في دمشق مع رئيس المكتب السياسي لهذه المنظمة خالد مشعل فأعلن في أعقاب هذا اللقاء ان موقف حماس غدا أكثر واقعية. هل تشاطرونه في هذا الموقف؟
ج – كلا، لا نشاطره. لم يحدث في تصرف حماس أي تغيّر. وتشهد الحدود مع إسرائيل يوميا إعتداءات على قوات الامن الاسرائيلية. ولا تزال حركة حماس تحاول الاستفادة من كافة الوسائل لافشال عملية تطبيع علاقات أسرائيل مع السلطة الفلسطينية. واننا نتوقع ان يتم تنشيط العمليات الارهابية في قطاع غزة. وفي هذا السياق نرى ان اللقاءات مع خالد مشعل تحفز حماس على تدبير مثل هذه العمليات ولن تساعد في تطويرعملية السلام. لذلك لم ينته نقاشنا مع روسيا. فاننا على قناعة بان محاولات إشراك حماس في عملية السلام تخلو من مغزى.
س – لكن ليست موسكو فقط بل أوروبا أيضا تشير الى ضرورة إقامة حوار مع حماس. وتقوم الادارة الامريكية الجديدة بوضع إستراتيجية جديدة للشرق الاوسط. أ لا تعتقدون انه من الضروري إعادة النظر في المواقف السابقة من الحركات الفلسطينية المتطرفة بهدف التوصل الى نتيجة؟
ج- لا يمكن ان اتكلم نيابة عن إدارة أوباما. لكن ما سمعته من ممثليها ينحصر في ما يلي: على حماس ان تتخلى عن الارهاب وتعترف بإسرائيل وتراعي الاتفاقيات الموقعة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. واذا لم تفعل ذلك فان أي حديث عن مواقف جديدة يخلو من مغزى. ولا يبقى امامنا الا ان نحاصرهم. وبهذا الصدد لا يختلف موقفنا من حزب الله . وكان ممثلو هذه المنظمة يقومون باختطاف الجنود الاسرائيليين وقصف الاراضي الاسرائيلية، حين كانوا ضمن وزراء الحكومة اللبنانية . وقد شكلوا جيشا خاصا بهم في لبنان، ويعد هذا الجيش اقوى من الجيش النظامي، الامر الذي سيمكنهم من عدم الخضوع للسلطات اللبنانية. ويلمحون بوضوح انهم لن يوافقوا أبدا على وجود إسرائيل. لذلك لا يمكن ان نسمح لانفسنا بالاعتراف بأية نتائج للانتخابات اللبنانية، وذلك ما يدعو اليه لافروف. إذا تولت حزب الله زمام السلطة في لبنان فان هذا البلد يمكن ان يصبح معاديا لنا. ولا أظن ان سياسة الحوار التي اعلنتها أدارة أوباما والتي تخص سوريا وإيران، اللتان ترغبان من حيث المبدأ ان تصبحا عضوين محترمين في المجتمع الدولي، لا أظن انه يمكن تطبيقها إزاء منظمات أصولية.
س – قبل فترة كنتم تتخذون موقفا يتسم بنوع من البرودة من فكرة عقد مؤتمر الشرق الاوسط في موسكو. إلا ان الوزير الجديد للخارجية الاسرائيلية أفيغدور ليبرمان لمح ان اسرائيل قد تشارك في أعمال المؤتمر. هل اتخذ قرارما بهذا الشأن؟
ج - سيصل أفيغدور ليبرمان الى موسكو في الاسبوع المقبل. لذلك يستحسن أن توجهوا هذا السؤال ليه. لكن يمكنني القول ان الحكومة السابقة كانت قد ناقشت هذه الفكرة ولم تبد إزائها موقفا سلبيا.
س – يقال في الاونة الاخيرة ان علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة تواجه مرحلة صعبة لسبب اختلاف باراك أوباما و بنيامين ناتانياهو في تقييمهما لقضية الشرق الاوسط والوضع حول إيران. ألا يعني ذلك ان الولايات المتحدة قد لا تدعم إسرائيل بحزم في مسائل محورية، كما دعمتها سابقا وستضطرون على العمل لوحدكم ؟
ج – تعد إدارة أوبامل ادارة جديدة نسبيا يتعين عليها إنجاز العمل على وضع السياسة التفصيلية، سواء كانت إزاء الشرق الاوسط او إيران. وتطرح مثل هذه المهمة امام حكومة ناتانياهو المشكلة مؤخرا والتي سيتعين عليها ايضا وضع خطة عمل لها إزاء الفلسطينيين. وقد تكون الخطة الحالية إزاء إيران أكثر تفصيلا، لكنها تحتاج ايضا الى معالجة إضافية.
اما الان فيمكن القول اننا وجدنا تفاهما جيدا من جانب ادارة أوباما، ولو على المستوى الدبلوماسي في مسألة إيران. ثمة خلافات في المسألة الفلسطينية فيما يخص صيغة " دولتين لشعبين" . وترى الحكومة الاسرائيلية ان هذه المسألة يجب أن تحل ليس في هذه المرحلة بل بعد ان تشهد فلسطين تغيرا في الوضع. هناك خلافات في مسائل أخرى. لكن آخذا بالحسبان التقاليد التي مرت بها علاقاتنا أظن اننا سنشهد علاقات وثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة بعد مرور فترة من التنسيق والمشاورات.
ثمة جانب آخر في سؤالكم اعتبره هاما جدا إذا دار الحديث حول فلسطين او إيران. ان الحكومة الاسرائيلية هي التي تتحمل المسؤولية عن ضمان أمن إسرائيل. وفي هذه المسألة لا يمكن بناء سياسة تتفق ورؤية روسيا ورؤية أوروبا وحتى موقف الولايات المتحدة. اذا رأينا ان إيران تتحول خلال اشهر او سنوات قريبة الى خطر نووي بالنسبة لاسرائيل فان المسؤولية عن إيجاد حل في ظروف عدم تشغيل الدبلوماسية تقع على عاتقنا. لكننا نأمل بان تجني الجهود الدبلوماسية ثمارها.
س – ربما يمكن إيجاد حل للمشكلة في اطار المواقف الجديدة من إيران التي قد أعلنتها أدارة أوباما؟
ج – اننا نوافق على ان الموقف من إيران بحاجة الى حل جديد، بسبب ان كل جهود المجتمع الدولي التي بذلت لحد الآن بغية ايقاف البرامج النووية الايرانية لم تسفر عن نتائج إيجابية. ويعتبر موقف ادارة اوباما من إيران فرصة فريدة من نوعها. لكن من الضروري الاتفاق على خطوات قد يتخذها المجتمع الدولي في حال رفض إيران لمقترحات مقدمة اليها. ومن المهم ان تشارك روسيا هذا التفهم. ومن جهة اخرى فلا بد من الادراك ان كل يوم للتأخير، شأنه شأن التأخر في علاج السرطان، يؤدي الى ان المرض قد لا يعالج في مرحلة ما.
س – هل أن موسكو لا تدرك هذه الخطورة؟
ج – أقول صراحة في أعقاب مناقشاتي في موسكو ان روسيا لا ترى خطورة في إيران كما نراها نحن.