كما صاغ في كلماته ورسم النهاية عبر ابياته .. لقي الشاعر الشاب خالد السعدي -أمير شعراء العراق- مصرعه إثر انفجار عبوة ناسفة بمحافظة ديالى، راح ضحيتها 6 شهداء وإصابة 9 آخرين بجروح خطيرة.
ورحل السعدي السفير الفخري للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة بعد حياة قصيرة خرجت مليئة بالإبداع والأبيات التي صاغ فيها هموم أمته ورسم من خلالها معاناة أبناء الرافدين، ليمثل موته صدمة كبيرة في الشارع الثقافي العربي.
وذاع صيت السعدي من خلال حضوره المميز في مسابقة "أمير الشعراء" في نسخته الأولى قبل عامين، واستطاع من خلال كلماته الرقيقة الوصول الي قلوب الجميع .
ومن جانبه أكد الشاعر عبدالرحمن مقلد في تصريحات أبرزتها صحيفة "اليوم السابع" المصرية أن أحد لم يكن يتوقع أن تنهي عبوة ناسفة من العبوات التي تنفجر يومياً فى العراق، حياة شاعر وكاتب، لكنها خيانة اللحظات وتعجل المصائر.
وأضاف مقلد أن القدر ساق السعدي ليحط رحاله قرب محكمة استئناف محافظة ديالى وقت انفجار العبوة الناسفة، ليرحل مع رفاقه ليكمل "الكوميديا المبكية" لما يحدث بالعراق، ويدفع الشاعر العراقي ثمن حبه لوطنه وبقائه فيه ورفضه المنفى كغيره من شعراء العراق الذين ارتضوا بالشتات.
وصدر للشاعر العراقي صاحب الـ 30 عاما ديوانا وحيدا بعنوان "أوراق زهرة العشرين"، بالإضافة الي إسهامات نقدية ودواوين شعرية تحت الطبع، كما نشر قصائده في العديد من الدوائر الثقافية العربية وحصد ذهبية الشعر من مدينة الإسكندرية بخلاف مشاركته المميزة في مسابقة "أمير الشعراء".
وشغل منصب رئيس رابطة الطلبة والشباب في العراق أثناء دراسته بقسم اللغة الإنجليزية من كلية التربية الأساسية بجامعة ديالي، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
ومن أروع إبداعات خالد السعدي فى قصيدة "وجهت وجهى للنخيل":
أُحِبُّ أَرْضَكَ يَا عِرَاقْ
أُحِبُّ صَوْمَكَ يَا عِرَاقْ
وَأُحِبُّ أَنْ أَبْقَى نَشِيْدَاً فِى مَواويلِ العِنَاقْ
وَأُحِبُّ أنْ أَرْسُمَ أَحْلامَاً تَطَالُ النَّجْمَ
وَالغَسَقَ الجَمِيْلْ
وَجَّهْتُ وَجْهِى للنَّخِيْلِ
وَعَقَدْتُ عَزْمِى أَنْ أُسَافِرَ فِى مَدَاكْ
طفْلاً تَعَلَّقَ بَيْنَ دَمْعَاتِ الوَدَاعِ
وَضِحْكَةٍ فَضَحَتْ هَواكْ
يَا مَوْطِنى الأَحْلى الذى مَا دمَّرَتْهُ الحَرْبُ
فِى عِيْنِى ولا عَيْنِ الرِّجَالْ
كما كتب للعراق يقول :
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المُعَسْجَدُ بالرَّصَاصْ
وبانْفِجَارَاتِ الخَطِيْئَةِ وَالعَذَابْ
يَا دَمْعَةً سَطَعََتْ عَلَى خَدِّ "الحُسَيْنِ"
حِيْنَ خَانَتْهُ الذِّئَابْ
إذْ كَانَ مُمْتَطِيَاً حِصَانَ الخُلْدِ
حَامِلاً سَيْفَ الرَّسُولِ
يُرِيْدُ للدُّنيا الخَلاصْ
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المُعَسْجَدُ فى تَرَاتِيْلِ
الحَيَارَى الرَّاحِلِيْنَْ
يَا دَمَ الأَبْطَالِ مَسْفُوْكَاً كَقِرْبَةِ يَاسَمِيْنْ
كَمْ أَنْتَ تَصْبِرُ يَا عِرَاقْ...!!
كَمْ أَنْتَ تَدْهَسُكَ السَّنَابِكُ وَالخُيُوْلْْ!!
وَلَيْسَ فِى الدُّنْيِا سِوَاكْ
مُكبَّلاً بِالمَوْتِ مَجْرُوْرَاً بِأَحْزَانِ الفُصُولْ