من منا لا يملك حزناً أتعبه ..
ومن منا لا تذرف منه الدموع بسببها ..
هنا ..
صمت الحيرة يبقى بعيداً إلى وقت لقاءه ..
وسفينه السعادة .. ستبحر إلى حين مرساها ..
في ظلام هذه الأحزان ..
وفي وقت اجتراع الألم ألوان ..
سنرى نور شمس ..
ظهر لنا من بعد كول انتظاره ..
هنا ..
علينا أن نعلم ..
أن السعادة تنبع من أعماقنا .. لا ننتظرها أن تأتي إلينا ..
وتكون هذه السعادة .. { بابستامة } صادقة مصدرها من الداخل ..
هذه الابستامة ..
ستُدخل السعادة إلينا .. وسترسم الجمال على دروبنا ..
{ دروب الأمل }
كثير ما نسمع شكاوى من هنا وهناك ..
هذا يقول فراق آلمني .. والآخر فراق جرحني .. والكثير ..
والبعض يصل به الحد أحياناً إلى مستوى النحيب ..!!
ارجع هنا لأكرر أسئلتي .. :
من منا يأخذ من ألم الفراق نصيباً .. ؟
ومن منا لم يتجرع وجعه بين حنايا قلبه .. ؟
صحيح ُ .. هو صعب فراق من نحب .. بل مؤلم للغاية ..
أياً كان نوع هذا الفراق ..
ألبعد مسافات .. أم قدر حتم عدم رؤية الأحبة إلا قليلا ً إذا صادف الزمن ..
أو بموت لم يكن متوقع حدوثه ..
في هذه اللحظات الموجعة .. لحظات الفراق بشتى أسبابه ..
ما أجمل أن تظهر أجلّ سيمات ديننا الحنيف .. { الصبر } ..( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )
والبشارة هنا .. جنة عرضها السماوات والأرض ..
تعويضاً عمن فُقد .. وجزاءً للصبر ..
ذات يوم .. كنت أناجي نفسي شاكياَ .. قائلا ::
[أصبحت أحس أنني أغط في سبات عميق .. مع تلك الوحدة القاتلة ..
ولكنني اعتدت عليها .. واعتدت عدم استطاعتي على السيطرة على افكاري .. وطموحاتي ..
فلم يعد يهمني شيئاً ..
اشتكيت من الوحدة ولكنني صادقتها باختياري ..
فلم أعد أقوى تركها .. جميل ٌ هو أن البقاء وحيدة بقدر ماهو موجع ]
وكان هذا حديثي مع نفسي الذي انتهى بالبكاء ..
أعزائي ..
كثيراً منا حصل هذا معه .. فلنكن واقعيين ..
كل هذا الألم والوجع .. مصير نهايته بايدينا ..
لنمسك تلك الأقلام .. لنرسم بها طريقنا الخاص ..
المحفوف بأزهار النرجس .. لبث الأمل للكفاح ..
وبتخليص النفس من شبح الوحدة الكاذب التي هي كانت سبب تكونه ..
عقولنا البشرية .. كل يوم تحلم .. وترسم الكثير للأمام ..
الكثير منها نسعى للحصور عليها ..
ونبقى نستحث الخطا للوصول إليها ..
بإرادات قوية .. وهمم عالية .. نسعى لها ..
يتحقق البعض منها .. وتغمرنا السعادة لأجلها ..
والبعض لا يتحقق ..
هنا ينقسك تفكير تلك العقول إلى قسمين متضادين .::
- منا من لا يتوقف .. يحاول جهده لتحيق هذه الأحلام ..
رغم أنها ( أحلام ) .. وحتى لو فشل أعاد الكرة ..
وهذه ما تسمى بالعزيمة والإصرار ..
- ومنا من توقف عند هذه النقطة .. ولم يكتفي بالتوقف عندها فقط ..
بل أصبح يحلم أحلاماً أخرى .. دون إرادة الحصول عليها ..
خوفاً من السقوط مرة أخرى ..!!
* ليس سقوط المرء فشلاً إنما الفشل أن يبقى حيث سقط ...