الخرطوم : في تطور يصب في صالح الرئيس السوداني عمر البشير، أعلن وزير الخارجية السوداني السابق لام أكول انشقاقه عن الحركة الشعبية لتحرير السودان وتأسيسه حزبا جديدا يحمل اسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقراطي".
وشن أكول هجوماً عنيفاً على قيادات الحركة الشعبية التي تشارك بالحكم ، متهماً إياها بالعجز عن حشد الجماهير مع انغلاق الحزب على نفسه، من خلال الصراعات الداخلية، وممارسة سياسات الإقصاء باستهداف قيادات في قمة الحزب، مؤكداً أن الحركة لا تتمتع بعمل تنظيمي وفكري داخل أروقتها.
ونقلت شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية عن أكول القول في مؤتمر صحفي عقده السبت لتدشين حزبه الجديد إن هناك دلائل واضحة تؤكد سيطرة فئة معينة من الحركة لاستغلال اتفاقية السلام الشامل لتغيير النظام الحاكم في السودان، مشيراً إلى أن الاتفاقية هي الأساس للنظام الدستوري الحالي في السودان وأنها منحت الشعب في الجنوب حق تقرير المصير.
وأضاف أن الشعب في جنوب السودان مستاء ومحبط لعدم وجود منهج واضح لحكومة الجنوب في شكل خارطة طريق، تقودهم للاستفتاء حول الوحدة أو الانفصال المقرر عام 2011، مضيفاً أن حكومة الجنوب تقودها فئة قليلة داخل الحركة وتستولي على 70 في المائة من السلطة.
وأشار إلى أن حركته جاءت لإنقاذ الحركة الشعبية من الانهيار تحت القيادة الحالية، وأكد التزامه باتفاقية السلام الشامل، ودعمه لحق تقرير المصير عبر الاستفتاء، إلى جانب دخول حزبه الانتخابات من هذا الباب.
ولفت أكول إلى ما اعتبره "مواقف متذبذبة" للحركة في قضايا عديدة، بينها قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر حسن البشير على خلفية اتهامه بجرائم حرب في دارفور، والعملية الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة ونشر القوات الدولية في دارفور.
وكانت تقارير سياسية عديدة قد توقعت قيام أكول بالخطوة، على أن يتبع ذلك قيامه بعقد تحالف مع المؤتمر الوطني الحاكم بقيادة الرئيس البشير، تمهيداً للانتخابات المقررة في فبراير/ شباط المقبل.
ويأتي التطور السابق بعد تزايد الخلافات مؤخراً بين الحكومة المركزية في الخرطوم والحكومة المحلية في الجنوب والتي نشأت بموجب اتفاقية السلام الشامل التي قضت بتقاسم السلطة والثروة بعد عقود من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
وبحسب الاتفاقية، يتوجب إجراء استفتاء في مناطق الجنوب الغنية بالنفط عام 2011، لتحديد مستقبل المنطقة، بما في ذلك البقاء في وحدة سياسية مع الخرطوم أو الانفصال.