الدوحة : فاجأ الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي الجميع بتصريحات أشبه بـ "فتوى رياضية" عندما دعا جماهير الكرة في مصر والجزائر لنبذ التعصب والالتزام بالروح الرياضية والتحلي بالأخوة وتقبل الخسارة في المباراة التي تقام مساء الأحد بين منتخبي مصر والجزائر ضمن الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات أمم إفريقيا بأنجولا وكأس العالم بجنوب إفريقيا 2010.
وذكرت صحيفة "سبق" السعودية أن القرضاوي وجه الأحد رسالة للجماهير المصرية والجزائرية طالب خلالها بضرورة الابتعاد عن التعصب الرياضي وطالبها بأن تبتعد عن كل ما يفرق الأشقاء ، ورفض أي أعمال شغب أو عنف ، واصفا من يتعمد إلحاق كسر أو عاهة بالمنافس بأنه يرتكب جريمة من أكبر الجرائم.
ومعروف أن مباريات مصر والجزائر تشكل حساسية مفرطة بين منتخبي البلدين وجماهيرهما لأنها تعيد للأذهان أحداث مباراة المنتخبين في مشوار التأهل لكأس العالم 1990 وما حفلت به من أعمال شغب وعقوبات وردود أفعال تحولت إلى أزمة سياسية بين البلدين آنذاك.
وما يزيد المخاوف من تجدد أعمال الشغب هو التعبئة الجماهيرية والإعلامية الكبرى التي صاحبت مباراة المنتخبين في السابع من يونيو/ حزيران ، بالإضافة إلى الموقف الحرج للمنتخبين في تصفيات المجموعة الثالثة المؤهلة للمونديال، حيث تعادلت مصر في الجولة الأولى أمام زامبيا بهدف لكل منهما، فيما تعادلت الجزائر خارج الديار أمام رواندا سلباً.
ويسعى المنتخب المصري للفوز على الجزائر لتحسين وضع الفريق في المجموعة الثالثة بعد التعادل المخيب مع زامبيا بهدف لكل فريق في مباراة الجولة الأولى التي أقيمت بالقاهرة.
وبحسب الموقع الرسمي لنادي الأهلي المصري لكرة القدم، فإن المنطق يرجح كفة المنتخب المصري للفوز، في حين أن التاريخ يرجح كفة المنتخب الجزائري.
وقال الموقع إن نتائج المنتخب المصري فى السنوات الأخيرة في تصاعد مستمر بعد الفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2006 بالقاهرة، وعام 2008 فى غانا.
ولفت إلى أن الكرة المصرية تشهد حالياً "أزهى عصورها"، بعد تفوق المنتخب المصري على المستوى القاري، إلى جانب تفوق الأندية في البطولات الإفريقية.
غير أنه أشار بموازاة ذلك، إلى أن التاريخ يرجح كفة المنتخب الجزائري فى مواجهاته مع نظيره المصري، سواء فى المباريات الرسمية أو الودية، حيث التقت مصر مع الجزائر فى 16 مواجهة رسمية، فاز خلالها منتخب الجزائر 5 مرات وفازت مصر 4 مرات وتعادلا 7 مرات، وأحرز الجزائريون 18 هدفاً بمرمى مصر، مقابل 17 هدفاً سجلها الفراعنة بالمرمى الجزائري.
كما التقى المنتخبان فى 8 مباريات، ودية، فاز منتخب الجزائر 4 مرات ومنتخب مصر في مرتين وتعادلا في مرتين، وسجل منتخب الجزائر 10 أهداف ومنتخب مصر 9 أهداف.
يذكر أن تشكيلة المنتخب المصري أمام الجزائر تضم كلا من عبد الواحد السيد، محمد صبحي، عصام الحضري لحراسة المرمى، إلى جانب هاني سعيد، ومحمود فتح الله، ووائل جمعة، وسيد معوض، وأحمد سعيد "أوكا"، وأحمد سمير فرج، وأحمد فتحي، ومحمد أبوتريكة، وأحمد حسن، وأحمد خيري، ومحمد حمص.
بالإضافة إلى أحمد المحمدي، وعبد العزيز توفيق، ومحمد شوقي، وحسني عبد ربه، وأحمد عيد عبد الملك، ومحمد زيدان، وأحمد رؤوف، وأحمد عبد الغني، وعمرو زكي.
واستبعد حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري عدداً من اللاعبين على رأسهم نجم نادي الإسماعيلي محمد محسن أبو جريشة، ولاعب الزمالك الصاعد حازم إمام، من تشكيلة المنتخب.
واعتبر شحاتة في تصريحات له في 6 يونيو / حزيران أن المباراة مع المنتخب الجزائري الأحد فى تصفيات إفريقيا لمونديال كاس العالم 2010 فى جنوب إفريقيا مصيرية للفريقين.
وقال في مؤتمر صحفي عقده بعد التدريب الأخير للمنتخب قبل التوجه إلي الجزائر :" لا شك أن المباراة ضد الجزائر مصيرية ، غير أن لاعبي المنتخب الوطني يملكون ما يكفي من الخبرة لاجتياز الضغط النفسي الذي يرافق هذا النوع من المباريات".
وأضاف " المواجهة ضد الجزائر من أصعب المباريات في مشوار التصفيات التي نأمل في نهايتها أن نحقق حلمنا بالتأهل الي نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا عام 2010 .
وأكد أن المباراة ضد الجزائر ستكون مقياسا للوقوف علي المستوي الحقيقي للمنتخب الذي سيخوض كأس القارات في جنوب إفريقيا من 14 إلى 28 الشهر الحالي ، وانتهى إلى القول :" نحن كجهاز فني ندرك تماما أن كأس القارات صعبة علي فريقنا وأننا سنواجه ثلاثة منتخبات قوية هي ايطاليا والبرازيل والولايات المتحدة".