لندن: نجا رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون من محاولة للإطاحة به من قبل أعضاء البرلمان العماليين ، وذلك بعد هزيمة حزب العمال في انتخابات البرلمان الأوروبي ومجيئه في المرتبة الثالثة خلف المحافظين وحزب الاستقلال البريطاني.
وقال وزير الدفاع الجديد في الحكومة البريطانية بوب آينسورث لـ" بي بي سي" بعد اجتماع ضم أعضاء البرلمان العماليين الثلاثاء : "لم يكن هناك دعم للنواب الذين طالبوا باستقالة براون والاجتماع كان مساندا له على نحو كبير".
وبدوره ، قال زعيم حزب العمال ديفيد كاميرون: "إن براون ومنتقديه يعيشون حالة من الموت السياسي البطىء فهو لا يستطيع تعديل حكومته وهم لا يستطيعون تنظيم إنقلاب ضده".
وفي حين تأكدت نجاة براون من مؤامرة الإطاحة به مؤقتا ، اختلفت الصحف البريطانية في تفسير أسباب نجاحه ، حيث رأت "التايمز" أن التواضع كان السبب في فوز براون في الإجتماع وتراجع النواب عن المطالبة بتنحيته.
وأضافت "التايمز" أن براون وضع نفسه تحت رحمة حزبه وتعهد بالتغيير وهو يواجه الأزمة التي تحاصره.
ومن جهتها ، نسبت صحيفة "الديلي تلجراف" فشل محاولة إزاحته إلى أساليب التخويف والتشويه قائلة: "إن مؤامرة إزاحة براون انتهت إلى الفشل بعد إتهام حلفائه بإستخدام وسائل التشويه والترويع للنواب العماليين وقمع ثورتهم".
كما وصفت صحيفة "الجارديان" نجاة براون المؤقتة من المؤامرة بالهروب الكبير وقالت: "إن رئيس الوزراء البريطانى أفشل ثورة النواب رغم نتائج الإنتخابات الأوروبية الكارثية" ، مشيرة إلى أن الصمت أعقب مطالبة وزير الداخلية الأسبق تشارلز كلارك لبراون بالإستقالة.
ولفتت "الجارديان" إلى تعهد براون لمنتقديه بالتعلم من أخطائه بعد نجاته من أسوأ نتائج إنتخابات وطنية منذ 1918 وأشد إنتقادات شخصية لطريقته في الحكم كما استطاع أنصاره إحباط محاولة لإجراء اقتراع سري على قيادته.
وأضافت الصحيفة "في حين تبنى براون لهجة متواضعة في حديثه أثناء الإجتماع وتعهد بمعالجة نقاط ضعفه اعترف النواب الذين قالوا أن لديهم ما بين خمسين الى ستين اسما ممن عبروا عن عدم ثقتهم بقيادته بأنهم واجهوا معارضة قوية من أعضاء البرلمان دفعت بهم للتخلي عن نشر قائمة الأسماء كما اعترفوا بخشيتهم من أن يؤدي اختيار زعيم بديل إلى فرض إنتخابات عامة مبكرة ستشهد إنسحاق حزب العمال".
إلا أن صحيفة "الإندبندنت" ناقضت هذا الإستنتاج إستنادا إلى مسح أجرته مؤسسة "كوم رس" لمصلحتها وتبين من خلاله أن حزب العمال بقيادة آلان جونسون وزير الداخلية سيكون قادراً على حرمان حزب المحافظين من الحصول على أغلبية برلمانية كبيرة في إنتخابات عامة مقبلة.
وقالت "الإندبندنت": "إن المسح يقدم أول دليل على أن تغيير زعيم العمال سيسفر عن تحول مثير في فرص الحزب ويقدر المسح أن حزب العمال تحت قيادة براون سيحقق أغلبية برلمانية بـ 74 مقعدا ولكن تحت قيادة جونسون سيعجز المحافظون عن الحصول على أغلبية مما سيسفر عن برلمان معلق ويمنح العمال فرصة إقامة تحالف مع الحزب الليبرالي الديمقراطي وحرمان المحافظين من الحكم".