قصة قصيرة / قصة قلب
( كانت متزوجة ولكن قلبها خفق له , هو ناشط اجتماعي وأستاذ في البرمجة اللغوية العصبية, اُشتهر بالتدين والخلق الحسن , كان أستاذا قديراً وناشطاً متعدد الإمكانات , تجد بصماته أينما ذهبت , همه الأول خدمة الناس ومشاركتهم أحزانهم وأفراحهم , كان ممن يستحقون لقب ملائكة الله في أرضه)
حاولت بشتى الطرق أبعاده عن تفكيرها و تسخير نفسها في خدمة زوجها وأبناءها , كانت تحاول أن تقنع نفسها وبشتى الطرق أن زوجها هو حبيبها وإنه لا حبيب لها سواه , كانت تعد الليالي الحالمة لزوجها الذي ما كانت ترضى بفكرة حبها لغيره , وكانت تردد على مسامع وجودها دوماً أن شرف الفتاة وعفتها في قلبها قبل جسدها ,ولكنه فجأة وفي ساعات خلوتها يهجم عليها كوحش كاسر بإحساس رقيق ينتابها ,, بحنين لاستماع كلماته أو حضور ندواته ودوراته التدريبية , ومع ذلك لم تسمح لنفسها يوما بتجاوز ذلك الإحساس الحاني إلى ما هو أكثر منه, فلم تتصل به بداعي السؤال عن مشكلة ما تعترضها ولم تسافر في رحلة هو أحد ضيوفها ولم تعد تحضر له برنامجاً يذاع أو يقام.
شاءت أقدار الله أن يتوفى زوجها بحادث سير ويتقدم لخطبتها حبيبها ذاك ,حارت بأمرها ما تفعل ..؟!! واستبد بمشاعرها خوف وذعر شديدين , لم تدر ما سببهما لكنها على غير حالها , وكأنها لم تتمناه يوما لنفسها وتحت الحاج شديد من المقربين منها وذويها الذين بالطبع لم يكونوا يعرفون من أمرها شيء... رضخت للأمر ووافقتهم خصوصا انه خير من تأتمنه على أولادها, عقد قرانهم .. وبعد العقد بساعات جلس إليها, كان يحدّثها ...لم يمس منها غير أحاسيسها التي عاشت حبيسة قلبها خرج بعد ساعة وخرجت تبكي مذعورةً تصرخ قائلة : طلقوني منه لا أريده زوجا ,,,,ارحموني !!
استغرب الكل حالها وحينما حاولوا إقناعها بالتريث والتعقل انهارت ... ودخلت المستشفى مدة شهر وكلما حاول الاتصال بها لم تكن ترد ,سأل إخوتها الذين حاروا بالجواب ...اخبروه أخيرا أنها لم تعد ترغب به زوجا!! قال لهم : لنصبر لعل بنفسها شيء , لعلها تفصح بعد أن تتماثل للشفاء ولكنها أبت وأبى جسدها أن يصحو طالما أنها حليلته ...طلقها .. وانتهت حكايتها...
هناك من أول الموضوع على انه لعنة حلت عليها من رب السماء وهناك من قال أنها خائنة وهذا جزاء خيانتها ...خانت زوجها بقلبها رغم انه لم يشكو منها تقصيرا قط ,عبّرت لصديقتها المقربة قائلة : لم استطع احتمال كونه أصبح زوجي , خشيت على قداسة مشاعري نحوه أن تتنجس , أن يشوهها حادث ما , لم احتمل أن تلفح وجهي أنفاس وجوده قربي ,لم احتمل هذا الشعور ,خشيت معاتبته يوما على شيء ما .. فأقسو عليه ,خشيت إيلامه , خشيت أن لا أكون له مستحقه ,, بخلت به على نفسي....
هذا كان كل قولها .. وهنا لم يكن من صديقتها إلا أن بكت ذاك الحب ..وبكت صديقتها أكثر ,,, صديقتها التي لم تعد من مشفاها إلا جسدا في تابوت روح ميتة.. نعم .. فالأرواح أيضاً تموت ألماً وعذاباً يحملها جسد الحياة إلى حيث يفترض بها أن تكون , أن تثمر ... وهيهات هيهات أن يتحقق ذلك .. فقد ماتت تتلو كلمات عذابها الأخيرة .. كانت تستغفر ربها , تسأله في أمرها : أخانت ...؟!!)
منقول
--------------------------------------------------------------------------------