وأنا بين يديك
.........................
إلهي منّ عليّ و أنا بين يديك في صلاتي أن أكون في ضيافة حبك.. و منّ على النفس التي ظلمت أن تكون في هدى طاعتك.. و منّ على قلبي أن يكون محراباً لعشقك.. و منّ على الروح أن تعتق من سجن لهو الحياة و أن تسبح في رياض ذكرك.. و منّ على جوارحي أن يكون زاد أفعالها طاعتك.
إلهي اعتق روحي في شهرك الكريم لتغنم من فيض الرحمات و النور و نسائم الجنة التي هبت على القائمين لك في الليالي و المستغفرين بالأسحار.
هبت نسائم رياحين الجنة على الطائعين في الليل و في النهار.. و صفدت الشياطين و غلقت أبواب النار, لتعطينا منحه نذود بها عن أنفسنا في مواجهة الشياطين و إتباع الهوى.
إلهي هبت نسائم عطر الجنان على الباكين من خشيتك و المتصديق و العاصيين للنفس الأمارة بالسوء .
إلهي جودت علينا بهذا الشهر لترحمنا من عبودية النفس للمعاصي و غفلتنا عن المنجيات.
إلهي أحبك و ليت الكلمات تعبر عن ما بين حنايا صدري و قلبي يا غفار.
إلهي بارك لنا في ليالي رمضان و اجعلنا نحسن ضيافته يا عزيز يا رحيم.
ليت العاصيين يلمس قلوبهم نور حبك و رحمتك. ليت أهل الغفلة يستيقظوا من قبور غفلتهم و ينهلوا من فيض حبك الذي عمرّ قلوب العاشقين لحبك و الطامعين في ودادك يا رحمن.
أين أصحاب الهوى لنعلمهم إنهم خسروا و ما أنصفوا أنفسهم بل أغرقوها في الأوحال.
أين الذين نسوا أن لقاءك حق و أبوا أن يفتحوا أبواب قلوبهم لشهر رمضان ليغتسلوا من أدرانهم في أنهار رحماته و تنقيهم شمس غفرانه ليعتقوا في يوم رحيله من العذاب.. و لكي يرحمهم الله عندما توضع أجسادهم في التراب.. و يغلقوا عليهم الأبواب.. و يرحل عنهم الأهل و المال و الأصحاب.. و لن يكون معهم أنيس أو أحباب.. ولكن سيأتي ملاكان يسألان عن خالقنا و نبينا و ما خلفنا وراءنا فكيف سيكون الرد و ما هو الجواب.. فمتى نستيقظ و نعلم إننا سنكون بمفردنا و لن ينفعنا ولد أو جاه أو أنساب.. فهل وعينا لما سيحدث أم ثقل على عقولنا فهم الخطاب.. فيا ربي يسر لنا طاعتك و لن يعتبر إلا ألوا الألباب.
خالد الرواضيه