بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الأولى ( أجواء ما قبل الرحلة )
ولماذا هذه المنحة الربانية للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ؟
مقدمة لابد منها لكل مسلم محزون من كثرة جراحه الشخصية وجراح أمته من حوله
أجواء ما قبل الرحلة
1 ـ موت أبى طالب عم النبى صلى الله عليه وسلم السند والمدافع الخارجى رغم موته مشركا
فقد تجد من يدافع ويخدم الدعاة ويفعل مالا يفعله الأقربون فأثرموته فى مشاعر النبى صلى الله عليه وسلم وحزن
2 ـ موت السيدة خديجة رضى الله عنها زوجته الحبيبة والسند والحصن الداخلى الذى ينطلق منه صلى الله عليه وسلم لدعوته أوته بمالها إذ منعه الناس وصدقته إذ كذبه الناس فما أحوجنا فى هذه الأيام إلى مثل هذا الحصن الداخلى
فأثرموتها وفراقها فى مشاعر النبى صلى الله عليه وسلم وحزن حزنا شديد حتى سمى بعام الحزن فكان تسرية ربه له بهذه الرحلة المباركة وهذه الفسحة الربانية الرائعة التى لم تحدث لنبى من قبل
3 ـ تحرك الحبيب على قدمه الشريف إلى الطائف فى رحلة شاقة مليئة بالمتاعب والجراح من أجل تبليغ دعوة ربه
وهكذا الداعية ذو همة عالية ينتقل من مكان إلى مكان إذا ما ضيق عليه مقتديا
وإشتد الكرب بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عندما صده أهل الطائف وأزوه وصلطواعليه صبيانهم يقذفونه بالحجارة حتى أدميت قدماه الشريفتان ولجأ إلى بستان لشيبة وعتبة بن ربيعة وأسلم عبدهم عداس وهكذا نتعلم من أستاذ الدعاة صلى الله عليه وسلم لم تشغله جراحه النازفة عن دعوته سواء لعلية القوم أو لعبيدهم ينزف الدم من قدمه الشريف فماذا قدمت أنت لخدمة دينك وصل إلينا الإسلام بجهد ومشقة اللهم أهدى كل من يسمع الأذان ولا يلبى ومن يتعامل بالربا ومن يصد عن سبيل الله ويحارب سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ويقلد الغرب فى إفسادهم
فما أحوجنا إلى معية الله عندما تشتد بنا الجراح والكربات
فمن كان معه الله فمن عليه ؟ لا أحد عليه طبعا ؟ لجأ الحبيب إلى سلاح الدعاء الذى لا يخطىء أبد من نفس طاهرة تخشى أن تكون هذه الجراح والدم النازف وصد القوم سخط وغضب من الله ينزل عليه صلى الله عليه وسلم
ياله من درس رائع من الحبيب صلى الله عليه وسلم أن يتهم الداعية نفسه ويفتش فيها مخافة عدم القبول من الله فلنتدبر هذا الدعاء الرائع الذى نحن فى أشد الحاجة إليه هذه الأيام وقد كثرت جراحنا من أعدائنا الأقريون والأبعدون
إجعله نشيدك فى كل سجدة فسيسرى عنك الله كما سرى عن حبيبك أحفظوه جيدا وأسقطه على واقعك وما تتألم
( اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وانت ربى إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى أم إلى قريب ملكته أمرى إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والأخرة من أن ينزل بى سخطك أو يحل على غضبك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله )
أول بشريات تسرية الله لحبيبه صلى الله عليه وسلم بعد هذا الدعاء الرائع مباشرة
فإذا بملك الجبال ينزل مع سيدنا جبريل عليهم السلام فى الحال فأطمأن الحبيب أن الله معه وراض عنه فنسى جراحة ولم ينتقم لشخصه يدعوا لهم يدعوا لمن ظلموه وأزوه ( اللهم أهدى قومى ) وإلتمس لهم العذر ( فإنهم لا يعلمون ) وبعد نظر للمستقبل لو لم يهتدوا هم ( عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) وقد كان وتحقق فمثلا أسلم سيدنا عكرمة بن فرعون هذه الأمة أبو جهل رضى الله عن عكرمة ولعن أباه
يا الله يا الله يا الله دروس فى العفو والتسامح ما أحوجنا لها فى هذه الأيام اللهم أهد كل من يصد عن سبيل الله وابشرهم عندما نتمكن منهم إن شاء الله قريبا سنعفوا عنهم بس يخفوا شوية علينا علشان هما منا ومن بنى جلدتنا وأيديهم طرشة فاللذين لا يعلمون هم الكفار أم نحن فمسلمون
ثاني بشريات التسرية إسلام وفد من الجن
إذا كان قومك قد جفوك وأزوك فأنت رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }فعالم الجن ينتظر قدومك فبينما هوراجع صلى الله عليه وسلم من الطائف يهىء الله له هذا اللقاء ويسلم وفد من الجن (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً{} يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً}
ثالث البشريات للتسرية الإسراء
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
وجمع الله له كل الأنبياء والرسل ليصلى بهم إماما وهكذا المسلم هدفه أستاذية العالم التى ننشدها والعالم ينتظرنا لقيادة البشرية والأيات والأحاديث تبشرنا فعودة الخلافة الراشدة فموعود الله قادم إن شاء الله بنا أو بغيرنا
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
رابع البشريات والتسرية رحلة المعراج
(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )
قيامن أسخنتك الجراح سرى عن نفسك وهون عليها بأن تفزع إلى الصلاة مناجيا رب العزة فسيجعل الله لك فرجا ومخرجا عاجلا غير أجل إسأل مجرب وما أكثرهم {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }
يامن ظلمك بنى جلدتك وسجنوك وعذبوك أصبر وإحتسب تذكر قولة الأمام أحمد بن حنبل فى فتنته ( قتلى شهادة , سجنى خلوة , ونفى سياحة )
يامن ظلمك رئيسك فى العمل أو جارك أو شريكك فى مشروع أو زوجتك أو زوجك إياك أن تنتقم فى الدنيا لنفسك
{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }
يامن يهددك زوى القوة والبطش والسلطان ليكن نشيدك الذى ترطب به جوفك ولسانك حسبنا الله ونعم الوكيل
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
وأخيرا إذا وقعت فى يد من لا يرحم فتعلم من سحرة فرعون اللذين سجدوا لله سجدة واحدة دخلوا بعدها الحنة لم يرهبهم يطش فرعون بهم وجنودهم وكان نشيدهم الرائع الذى نختم به طالبين الفردوس الأعلى {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } وإلى أن نلتقى فى الحلقة الثانية ( أيات ومشاهد رحلة الإسراء والمعراج) ( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد )
إشترك معنا فى نشرها والدال على الخير كفاعله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته