-
حرّكت قِطعة الشطرنج الأخيره وانتهت اللعبه بفوزها للمرة العشرين، ضحكت كثيراً واستهزأت بقدرته المحدودة على اللعب وفي نفس الوقت لم تُغادر الابتسامة البلهاء مُحيّاهُ أبداً.
-2-
طوى الرّقعة ليفسح مجالاً للقهوة التي حضرت لوحدها ساخنة وغنية بمذاق المرارة المسكوبة، -في فنجان-.
-3-
هي كانت معنيّة كثيراً بترتيب كُل ما حولها وكانت أيضاً مهووسة بياقة قميصهِ التي ما فتأت تُعدّل وضعها كُلما انحنى هو -ليرتشف- من فنجان قهوتها .
-4-
وهو لم يكُن ليأبه لا بياقة القميص ولا بالقهوة المُرّه ولا بالقُبلة الهوائية التي طبَعتها على خدّهِ الأمين، كان يُفكر بشيء آخر…
-5-
احمّر وجهُها وازرّق غضباً، كيف لا يُعير قُبلتها أي انتباه ! فعادت تلك الابتسامة البلهاء الى الظهور من جديد حالما ترتكت عادتها في الاعتناء بِكُل شيء غير مُنظم -للحظات- ..
-6-
كان يود أن يقول لها شيئاً، بيد أن الليل -وبدون سابق انذار- أُعلِن عَن وصوله، فنهضت هي لتتأكد من أن مصابيح المنزل الأمامية مضاءة، فذلك يجعل من منزلها أثناء الليل تُحفة فنّية ككوكبٍ أحمر على حال الثُريّا -على حد قولها- …
-7-
لم يستطع الحصول على دقيقة واحده لنفسهِ معها على الرُغم من تواجدهما سويّةً طيلة الوقت، وهي كانت تظُن انه دائم الشرود لعلاقته مع احداهُن هُناك في الخارج بجانب الليل -هذا ما فكّرت به-
-8-
وحيدينْ.
كان يدمعُ في كُل ليلة لأنهُ يُحبها ولا يستطيع ان يُشعرها بذلك، أما هي فكانت تبكِ ظنّاً مِنها …
أ خالد الرواضيه