"السي آي ايه وثقافة الفشل" .. كتاب أمريكي
صدر عن جامعة ستانفورد الأمريكية كتاب "السي آي ايه .. وثقافة الفشل" للكاتب جون دياموند ويرصد بين دفتيه الخطايا التي ارتكبتها المخابرات الأمريكية خلال حقبة التسعينيات منذ نهاية الحرب الباردة حتي غزو العراق وهو ما أفقدها مصداقيتها وعرضتها لانتقادات لاذعة
ويتعمق دياموند عبر صفحات كتابه الـ 552 في الأسباب التي أدت الي تراجع أداء الأجهزة السرية الأمريكية للحد الذي وصل في بعض الأحيان للفشل، خلال فترة تمتد من انهيار جدار برلين في منتصف 1989 وحتى احتلال العراق وسقوط نظام صدام في عام 2003.
ويري الكاتب وفقا لما ورد بصحيفة "البيان" الإماراتية أن الاستخبارات الأمريكية كانت تتلاعب بجميع الخيوط حتي مرحلة ما قبل تفجيرات نيويورك وواشنطن، وتمكنت من الاطلاع على عدد من "التخطيطات" الإرهابية التي كانت ترتسم وتغلغلت في اجتماع هام جرى في ماليزيا.
وأشار الي أنها أضاعت أثر المجتمعين، كما لم تقم بعملية التنسيق المطلوبة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي آي" بعد دخول الإرهابيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مشددا علي أن المخابرات كانت على علم بعمليات التفجير ولكنها لم تتمكن من تحديد الأهداف بدقة.
أما بالنسبة لشن الحرب على العراق فأكد المؤلف أن الاستخبارات الأمريكية تعاملت مع الموقف كـ"إدارة سياسية" وارتدت دور "إيديولوجي" بعيدا عن دورها كجهاز استخباراتي مهمته المحافظة على أمن البلاد، لتخلق بملف "أسلحة الدمار الشامل" المزعوم مصدر تهديد لم يكن له وجود في الواقع
دايموند أوضح أن تفكك الاتحاد السوفيتي ترك وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بعد أن أنهي حالة الاستنفار في جو عالمي تعمه حالة من التشوش وعدم التنظيم بالإضافة الي وجود انقسام داخل الجهاز، كشف عن أشكال الفشل التي عانت منه الاستخبارات الأمريكي وصنع أزمة ثقة في قدرات الـ"سي آي ايه".
ويقدم جون دياموند نظرة متعمقة للآليات التي تحكم العمل الداخلي لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وكيف تستقي معلوماتها، والأسباب الكامنة وراء الفشل المزدوج الذي مثلته تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن وغزو العراق في ربيع عام 2003.