إذا أنتهى رمضان جاءت المواضيع
وداعاً رمضان يا سعادة من عمل فيه لآخرته ويا خسارة من ضيّع وقته فيه بما يعود عليه بالخسران
ويأتي من يقول
والله ماأنسى رمضان أحس حسرته للحين بقلبي جاء وراح وإحنا ماحسينا مابين الدوامات والشغل
وآخر يقول
والله بجد راح الشهر في لمحة بصر فعلاً لم نستغله كما يجب لكن الله يبلغناه العام القادم
وآخر يقول
القنوات أنستنا العبادات ما شعرنا إلا غداً العيد
وآخر يقول وآخر يقول
وأقول
الضيف الغالي بين يديك الآن فماذا أنت فاعل ؟؟
الفرصة والتي قد تكون الأخيرة لك ( وضع تحت هذه الكلمة عشرون خطاً ) فماذا ستعمل لاستغلال هذه الفرصة ؟!
اليوم نسبق الشهر للتذكير قبل أن نوّدعه ثم نتحسّر على أوقات ضائعة من مشاهدات للقنوات الفضائية وتضيع للصلوات وأعمال تخدش الصيام وتنقص من أجره
اليوم نسبق الشهر قبل الندم لأقولها بالفم المليان جاء أغلى ضيف
جاء ممن تتضاعف فيه الحسنات.. وتتنزل فيه الخيرات .. تفتح فيه أبواب الجنان.. وتغلق فيه أبواب النيران ..
فماهو نوع الاستعداد لهذا الضيف؟
البعض منا والله أعد له قلب لاهي ومع الشيطان ساعي
كل همّه ماذا سيُعرض في رمضان
الإعلام ساهم بشكل كبير في إغتيـــال روحانية هذا الشهر وذلك بعرضه لمسلسلات وأفلام هابطة وإعلانات تافهة وأغاني ماجنة و نتاج عقول لم تفكر إلا في زيادة ربحها المادي ولم تفكر في تنوير العقول وصلاح الأجيال المقبلة للأسف !
قنوات حملت على عاتقها حرب الفضيلة قد جعلت رمضان سوقا لبضاعتها الكاسدة تتنافس في ما خططت له عاما كاملا لتعرضه علينا على مائدة الإفطار وفي وقت صلاة التراويح وفي ساعات السحر لتصد عن سبيل الله
وكأن إبليسهم يقول لهم /
أريدهم في رمضان لا يعرفون سوى السهر حتى الصباح في الخيام الرمضانية
والنوم حتى موعد وجبة الإفطار الشهية .. حتى تمتلأ بطونهم وكروشهم المتدليّة
ثم أتموا عليهم بالبرامج التلفزيونية
نريد رقصا .. نريد هجصا .. نريد شهوة .. نريد نزوة .. نريد أفكارا إبليسية
ولاتنسوا حتى تكتمل التمثيلية .. اختموا بثكم بالتلاوات القرآنية !
أكثروا من اللقاءات مع الفنانات والراقصات وكل جميلة فتيّة.
ليحدثوهم عن روحانية رمضان وما يقمن به من نضال على عتبات المسارح
والمراقص الهرمية.. نريد الجميع أن يتحدث عن ذلك المسلسل اليومي
والفيلم الأسبوعي .. والمسرحية النصف شهرية .. نريد أغان عربية وقنوات فضائية ..
لا أريد أن أرى أحدكم يتوقف ولو لثانية .. فكما . . تعلمون وقتنا غال وأهدافنا دنيّة ..
أتريدون لهم أن يدخلوا الجنة التي حرمنا حتى من شم رائحتها النديّة ؟
أتريدون أن تمرعليهم لحظات توبة فيضيع ما بذلناه في عشرات السنين الضنيّة
أما حذرتكم أن من أدرك منهم ليلة القدر غفر له كل ماضيه والبقية !
لا وألف لا .. خبتم وخسرتم إذا فعلتم .. أغووهم أغووهم أغووهم
فينخدع الكثير بمقاصدهم للأسف حتى تذهب عليه الفرص الربانية ولا يصحُ إلا بعد فوات الأوان
ولو تم سؤال من ينتظر بفارغ الصبر لذلك قائلاً مالفائدة التي جنيتها من متابعتك لتلك؟
لكانت الإجابة إجابة فارغة خالية من أ ي مبدأ أو منطق
كم والله هو مؤسف أن معظم الوسائل الإعلامية، تقوم بتشويه الوجه الحقيقي لرمضان، وتغيير ملامح رسالته للأمة، وذلك عن طريق تصويره للناس بأنه ضيفٌ ثقيل، يحتاج مستضيفوه إلى الكثير من الترويح عن النفس حتى يستطيعوا تحمّل وطأته، مع أن الرؤية الإسلامية الأصيلة، هي أن هذا الشهر الكريم هو فرصة عظيمة لمن يوفقه الله –تعالى- لصيامه وقيامه؛ ولكن للإعلام شأن آخر
عموماً إنها والله ذكرى أذكركم قبل الندم
ياباغي الخير أقبِل وياباغي الشر أقصر
ياباغي الخير أقبِل وياباغي الشر أقصر
ياباغي الخير أقبِل وياباغي الشر أقصر
أن رمضان على الأبواب والله فرصة فرصة قد لا تعود ذهبت على الكثير وهي أمامك سانحة
فهل يسرّك أن تخرج من هذا الشهر صفر اليدين !!
شهر سرعان والله ما ينتهي
النبي صلى الله عليه وسلم يقول " رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ، ثم انسلخ قبل أن يغفر له "
ألا يؤثر فيك هذا ؟؟!
تفكّر قبل الندم
تفكر قبل الندم
تفكر قبل الندم
أتى رمضان مزرعة العبــاد *** لتطهير القلوب من الفساد
فـــأد حقــوقه قولاً وفعــــلاً *** وزادك فاتــخذه للمـعــــــاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها *** تأوه نادماً يوم الحصـــــاد
الضيف الغالي بين يديك الآن فماذا أنت فاعل ؟؟
أخاطب فيك عقلك الواعي ماذا أنت فاعل ؟ قبل الحسرة
اللهم إني بلغت اللهم فأشهد
خالد الرواضيه