السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى ((لو أنفــقــت ما في الارض جميعا ما ألفت قلوبهم ولكن الله ألف بينهم )) .
إن الحب في الله من أسمى معاني الحب ،فهو عاطفة ربانية يهبها الله عباده المؤمنين فيرقون بها منزلة رفيعة عند الله .
فهم يجتمعون ويتاحبون في الله على غير أرحام بينهم ،ويتفرقون ولازال الإخاء يجري في قلوبهم بذكرهم ربهم فكفاهم فحرى أن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله .
وكفاهم شرفا أن يكون لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ........................
كما أخبر عليه الصلاة والسلام...
فالحب في الله تربية للنفـــس على الصدق في حب المحبوب وذلك بمودته ونصحه وإرشاده.
وتصحيح خطأه وتقويم اعوجاجه ، وتحسس مواطن الخلل في نفسه وإصلاحها بعيدا عن الجرح والإحراج أو المجاملة.
سائل: الذي يحب في الله يجب أن يقول له أحبك في الله؟
الشيخ: نعم ، ولكن الحب في الله له ثمن باهظ ، قَـلّ من يدفعه ، أتدرون ما هو الثمن في الحب في الله ؟ هل أحد منكم يعرف الثمن ؟ من يعرف يعطينا الجواب ...
أحد الحضور : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ،... منهم رجلا تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا على ذلك .
الشيخ : هذا كلام صحيح في نفسه ، ولكن ليس جواباً للسؤال ، هذا تعريف للحب في الله تقريباً وليس بتعريف كامل ، أنا سؤالي ما الثمن الذي ينبغي أن يدفعه
المتحابان في الله أحدهما للآخر ، ولا أعني الأجر الأخروي ، أريد أن أقول من السؤال ما هو الدليل العملي على الحب في الله بين اثنين متحابين ؟ فقد يكون رجلان متحابان ، ولكن تحاببهما شكلي وما هو حقيقي فما الدليل على الحب الحقيقي ؟
أحد الحضور : " أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ".
الشيخ : هذا صفة الحب أو بعض صفات الحب...
أحد الحضور : قال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ))
} آل عمران31{
الشيخ : هذا جواب صحيح لسؤال آخر.
أحد الحضور : الجواب قد يكون في الحديث الصحيح "ثلاث من كن فيه وجد في حلاوة الإيمان " .... من ضمنه الذين تحابا في الله.
الشيخ : هذا أثر المحبة في الله ، ما هو ، حلاوة يجدها في قلبه.
أحد الحضور : قال تعالى:(( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)).
الشيخ : أحسنت ، هذا هو الجواب ، وشرح هذا إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة ، كذلك أنت تقابلني بالمثل ، ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جداً بين المدعين الحب في الله ، الحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص ، ولكن ما هو كامل ، وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر ، بيخاف يزعل ، بيخاف يشرد ....إلى آخره ، ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة ، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله ، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر))..