أنشد هذه القصيدة وهو في طريقه الى الأماكن المقدسة
قبل أن يتوفاه الله في تلك الرحلة قبل أن يحج.. فقال:
ياراحلين إلى منى بقيادي
هيجتم يوم الرحيل فؤادي
سرتم مسار دليلكم يا وحشتي
الشوق أقلقني و صوت الحادي
حرمتم جفني المنام ببعدكم
يا ساكنين المنحنى والوادي
ويلوح لي ما بين زمزم والصفا
عند المقام سمعت صوت منادي
و يقول لي يا نائما جد السرى
عرفات تجلو كل قلب صادي
من نال من عرفات نظرة ساعة
نال السرور و نال كل مراد
تالله ما أحلى المبيت على منى
في ليل عيد أبرك الأعياد
ضحوا ضحاياهم و سال دماؤها
وأنا المتيم قد نحرت فؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات الرضا
وأنا الملوع قد لبست سوادي
يا رب أنت وصلتهم صلني بهم
فبحقكم يارب فك قيادي
فإذا وصلتم سالمين فبلغوا
مني السلام أهيل ذاك الوادي
قولوا لهم عبد الرحيم متيم
و مفارق الأحباب والأولاد
صلى عليك الله يا علم الهدى
ما سار ركب أو ترنم حادي
[
حين أبصرت كعبة الحق أضحى
كل فكري بسحرها مشغولا
ومع الطائفين طفت ألبي
ودموعي تصعد الترتيلا
وجوار المقام صليت حمداً
أرجو بدعائي القبولا
أقبلت نحو مهبط الحق أرجو
شرف السعي والثواب الجزيلا
هل يعلم الحجاج لم التقوا وعلام جاءوا ينسلون وفيما؟
إن الذي فرض الفروض عليهم بالحق كان ولن يزال حكيما
الحج عنوان الإخاء مكبرا الحج منهاج الولاء قويما
الحج مدرسة التعارف شادها رب الورى وأدارها تعليما
الله بالإسلام ألّف بيننا قدما ووّحد أرضنا إقليما
بالأمس كنا ظاهرين على العدى ومرغمين أنوفهم ترغيما
واليوم نسعى بعد فقد فخارنا أن نستعيد فخارنا ونديما
[أما والذي حـج المحبـون بيتـه
ولبـوا لـه عند المهل وأحرمـوا
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعـا
لِعِـزَّهِ مـن تعنـوا الوجوهَ وتسلم
دعاهـم فلبـوه رضـا ومحبـة
فلما دعـوه كـان أقـرب منهـم
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة
ولــم تثنهـم لَـذَّاتُهـم والتنعـم
ولما رأت أبصارهـم بيتـه الذي
قلوب الورى شوقـا إليـه تضرم
فلله كـم مـن عبـرة مهراقــة
وأخـرى علـى آثارهـا لا تقـدم
فلله ذاك الموقف الأعظـم الـذي
كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم
ويدنو به الجبــار جل جلالـه
يباهي بـه أملاكـه فَهْـوَ أكـرم
فأشهدكم أني غفـرت ذنوبهـمْ
وأعطيتهـم مـا أمَّلـوه وأنعـم
فكم من عتيق فيه كمـل عتقـه
وآخر يسعـى وربـك أكـرم