حقاً.. دُنيا.. أم تستغيث من جبروت ابنتها!!
كانت تمضي بها الحياة في هدوء واستقرار.. تعيش في كنف زوج مخلص وأب يذوب حباً وحناناً في بناته الثلاث لكنه غادر الدنيا مبكراً تاركاً لها أمانة ثقيلة فالبنات صغيرات والأملاك التي تركها لهن تحتاج لمن يرعاها حتي يكبرن وتحصل كل منهن علي نصيبها الشرعي في ميراث أبيها.
لكن ما حملته لها الأيام كان بمثابة زلزال عصف بكيانها وأفقدها القدرة علي السيطرة علي زمام الأمور فقد بلغ جبروت ابنتها الكبري مداه وتوحش قلبها طمعاً في الاستيلاء علي ميراث شقيقتيها مستخدمة في ذلك كل الحيل الخبيثة حتي تمكنت من الاستحواذ عليهما وشلت حركتهما تماماً للحيلولة دون الدفاع عن حقوقهما أو مجرد التفكير في استردادها!
حديث "سلوي"
جاءتنا الأم الريفية الطيبة مستغيثة وقدمت نفسها: اسمي "سلوي" أعيش في احدي قري محافظة الشرقية وكما ترون فقد ارتسمت تجاعيد الزمن علي وجهي ليس لتقدمي في العمر 62 عاماً وانما بسبب ما ارتكبته ابنتي الكبري "أ" في حقي وحق شقيقتيها لقد شاء القدر ان يتوفي زوجي من 23 سنة وكان موجهاً بالتربية والتعليم ومثل أي أم حرصت علي تعليمهن فحصلت الكبري علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية والوسطي علي الدبلوم أما الصغري فقد توقفت في دراستها عند الصف الثالث الثانوي!
أيضاً مثل أي أم سعيت لزواجهن لكن ابنتي الكبري خذلتني حينما أصرت علي الزواج من رجل "ليس من توبنا" وأنجبت منه ولدين وحدث ما كنت أنتظره وطلقها لتتزوج من طبيب وتقوم بالتنازل عن حضانة ولديها لأم مطلقها!! أما الوسطي فتزوجت ومعها طفلة في حين الصغري لم تتزوج وكلها أمور من الطبيعي ان تحدث في أية أسرة.
تضيف الأم بصوت حزين في السنوات الأخيرة لاحظت الدور الخطير الذي تلعبه ابنتي الكبري بهدف الاستيلاء علي ميراث شقيقتيها حيث ورثت كل منهن 4 أفدنة عن أبيها بخلاف البيت الذي كنا نقيم فيه "!!" تصوروا لقد استغلت ابنتي الكبري ان شقيق زوجها طبيب أمراض عصبية ونفسية ونجحت في الايعاذ لشقيقتيها بأنهما مريضتان نفسيتان وداومت علي اعطائهما أدوية مغيبة للوعي كما استغلت كبر سني ومرضي وعدم قدرتي علي الذهاب إلي النيابة الحسبية مثلما هو محدد كل ثلاثة شهور لتقديم تقرير وكشف حساب عن حالة شقيقتها الصغيرة وسارعت من جانبها بتحرير محضر شرطة ضدي تتهمني فيه انه بسبب اهمالي لابنتي الصغري "26 سنة" تعرضت لحادث اغتصاب من أشخاص مجهولين وكأننا نعيش في غابة وتطور المحضر ليصبح قضية ولم يصلني أي إعلان عنها حيث تعمدت ارسالها علي عناوين خطأ لتتمكن في النهاية من الحصول علي حكم غيابي بعزلي عن وصاية ابنتي التي انتقلت إليها لتضمن التصرف في ميراثها كيفما تشاء!
منع وطرد!!
تواصل قائلة: ليت الأمر توقف عند ذلك بل بلغ بابنتي "العاقة" إلي قيامها بطردي من شقتي الكائنة بالزقازيق وتأجيرها لآخرين كما منعتني من رؤية شقيقتيها في وقت لم أجد سوي منزل احدي قريباتي فاستضافتني .
لقد قمت بتوكيل أكثر من محام لمساعدتي في استرداد حقوقي وابنتي لكن مشوار المحاكم كما تعرفون طويل وأنا لا أحتمل ان أترك ابنتي لتواصل شقيقتهما الكبري تحطيمهما طمعاً في الارث!!
جئت اليكم لترفعوا صوتي الواهن للسيد حبيب العادلي وزير الداخلية عسي ان أتمكن من استعادة ابنتي وتمكيني من شقتي وحمايتي من أفعال شقيقتهما الكبري وزوجها وشقيقه الطبيب!
وكيل الأم
انتهي كلام الأم لكن لم تنته القضية التي علّق عليها "مجدي سلكة" المحامي بالنقض وأحد المباشرين لتلك لدعوي ان المأساة التي تعيشها هذه الأم تفوق الوصف لقد انتزعت منها الوصاية علي ابنتها الصغري بتحايل مكشوف حيث كان يتم ارسال اعلانات الدعوي علي عناوين خطأ مما ضيّع الفرصة عليها في الطعن علي الحكم ليصدر قرار قاضي محكمة الأسرة بتعيين الشقيقة الكبري وصية علي شقيقتها الصغري لعدم حضور المدعي عليها!
أضاف لقد توليت استئناف الحكم وتحددت له جلسة 18 فبراير الحالي ونحن علي ثقة في عدالة القضاء لكن تبقي المشكلة في الألم النفسي الذي تعاني منه هذه الأم.. فهي مطرودة من شقتها عاجزة عن رؤية ابنتيها ومعرفة ما لحق بهما حيث أخرجتهما شقيقتهما الكبري من المصحات النفسية التي سبق ان أودعتهما فيها وقامت بحبسهما في شقة في منزلهن وأغلقته بالجنزير لتمنع الأم من رؤيتهما ومعرفة أخبارهما ومعروف ان اجراءات التقاضي تستغرق وقتاً طويلاً وموكلتي لم تعد تحتمل عدم رؤية ابنتيها المسلوبة ارادتهما وكل ما تريده مساعدتها في احتضان ابنتيها الشابتين وتمكينها من شقتها الي ان يقول القضاء كلمته.
** وبعد فنحن بلا شك إزاء مأساة انسانية صارخة لأم شاءت أقدارها ان تعايش رحلة دمار بيتها وضياع بناتها بسبب الميراث لكن من المؤكد ان الوقت لايزال في صالحها وان القضاء سيأخذ مجراه.. وإلي ان يتحقق هذا يبقي النداء للسيد وزير الداخلية بتمكين هذه الأم المسكينة من بيتها ومن رؤية ابنتيهما اللتين نجحت شقيقتهما في ايهامهما بأنهما "مرضي نفسيون" كونوا بجوار تلك السيدة المحطمة التي حرصنا علي عدم الافصاح عن اسمها كاملاً أو عن اسماء بناتها وغيرها من البيانات التي نحتفظ بها لدينا حرصاً علي أسرار بنات الموجه الفاضل الذي لو كان يعلم ما تحمله الأيام لهن من تشتت وضياع ما تردد لحظة في وقف أملاكه لأعمال الخير!!
حقاً.. دُنيا!