في هذه الحياة .... لا يوجد شيئٌ باقي ... يذهب كل شيئ .... ونذهب نحن ايضاً الى ماوراء الوجود ....
ومع ذلك يبقى هناك شيئٌ مخزونٌ بذاكرتنا .... نقتبس وننتهل منه لإرواء عطشنا ....
الذكريات ..... وماتحمله هذه الكلمة من تجارب ومآسي وافراح وزلات وكل .. كل شيئ .....
هناك من يعيش على ذكرياته ... وهناك من يعيش على ذكريات غيره !!!! وهناك من يحاول التملص من ذكرياته وتفصيل ذكريات له ....
هل فعلاً اصبحت الذكريات هي كل حياتنا ...؟؟؟
لماذا نلجأ لها دائماً .... لتواسينا ... ام لتزيدنا شقاء .... ام من اجل استمرارنا .؟؟؟؟
ولماذا يلجأ بعضنا لكتابة مذكراته .... وما الهدف منها ... ؟؟؟؟
هل اصبحنا نخشى ان نفنى بدون اثر ... ؟؟
هناك ذكريات على هامش الذكريات ...
ترى هل سندونها هي الأخرى ....!!!!
عندما نسترجع صور ماضينا ... وندونها بمذكراتنا ...
من العجيب ... اننا نستطيع ان نتذكر ادق التفاصيل عن طفولتنا ...
في حين اننا لانتذكر قبل فترة قصيرة ماذا حدث لنا ...
كل ما بالوجود يعني شيئاً واحداً ...... ان نعرف كيف نعيش ... او بالأصح نتعايش ...
نتحايل على كتاباتنا ...
ونصنع بأيدينا عالمنا ...
نعترف ... ونقر ... بأمور لم نجرا حتى استحضارها بالذاكرة اليافعة ...
اعترافات قد ماتت ...
نحيها .. ثم نحيها ... لتعيش بألسن الآخرين ...
تناقض عجيب ..
تلك هي كتابة المذكرات ...
العيش بالماضي ...
والذكرى للمستقبل ...
لا يهم ان تكون ذكرى جميلة ...
بل المهم ان تبقى ذكرى بين الناس ...
هل هي الأنانية وحب الذات ...؟؟
ربما "نرجس" يتلبسنا ونحن نكتب ذكرياتنا ... !!!
اذا ...
فاليأخذ كل منا قلمه من الآن ... وليكتب...
ذاكرة بلا هوية"
دمتم بخير