الخـاتمــــة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صفيه من خلقه وخليله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة. من يطع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد رشـد، ومن يعصهما فقـد غوى ، نسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه ويطيع رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويتبع رضوانه، ويجتنب سخطه، فإنما نحن به وله.
وبعد:
الحمد لله الذي وفقني في خط كلمات هذا الكتاب القيم، الذي أسأل الله تعالى أن يكتب له النجاح ما بقيت الدنيا، وأن يجعله في كل بيت على وجه الأرض، ليكون سببا لمن اهتدى، فنفيد به ونستفيد منه، في حياتنا ومماتنا، إنه على كل شيء قدير.
لقد بذلتُ جهدا كبيرا في إعداد هذا الكتاب رغم بساطته، حيث رجعتُ إلى أكثر من عشرين مرجعا، تفحصتها جميعا كلمة كلمة، مستخلصا المناسب منها لأجعله جزءا من الكتاب، وكان أبرز ما رجعت إليه هي كتب الأحاديث التسعة، التي ما قرأتُ فيها حديثا عن الجنة إلا وجعلته كله أو أكثره فقرة من الكتاب. وكذلك كتاب أبي الفرج بن الجوزي (بستان الواعظين ورياض السامعين)، الذي أُعجبتُ به كثيرا، فأخذتُ عنه أكثر من غيره.
لذلك فإني أُلْفِتُ نظر القراء الكرام إلى أن طريقة تقسيم هذا الكتاب كانت حسب مواضع النعيم في الجنة، كما هو مبين في الفهرس. أما طريقة صياغته وكتابته فكانت على شكل قصة رجل أو رجال دخلوا الجنة، فرأوا ما فيها بالتدريج، وتمتعوا بكل ذلك النعيم، مرة أصيغها بضمير المخاطَب، ومرة أخرى بضمير الغائب، حسب الحاجة، والهدف من كل ذلك زيادة عنصر التشويق لدى القارئ، وليعلم أنه هو المقصود لا غيره، إذا عمل ما يرضي ربه.
أما لماذا لم أذكر الأحاديث بنصها، ولِمَ لَمْ أضع قبلها (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فذلك حتى أستطيع دمج أجزاء الأحاديث ذات الموضوع الواحد مع بعضها، بشرط أن لا يختل معنى الحديث. وأما لماذا أستأنف الكلام بحرف الواو أحيانا، وبحرف الفاء أو بـ(ثُم) أحيانا أخرى، فذلك لشدة حرصي على نقل المعنى المتسلسل كما هو في المراجع، دون تغيير أو تبديل. فهناك فرق كبير بين أن أستأنف الكلام بالواو أو أستأنفه بالفاء أو بثم؛ وذلك لأن الواو لا تفيد الترتيب، فالمذكور بعد الواو ليس شرطا أن يحصل بعد الذي ذُكر قبلها، بعكس الفاء وثم اللتان تفيدان الترتيب والتعقيب، فما ذُكر بعدهما يحصل بعد الذي ذُكر قبلهما بشكل قاطع لا يقبل الشك أو التأويل.
وكم كنتُ حريصا ودقيقا في تطبيق كل قواعد الصدق والأمانة والإخلاص أثناء إعدادي لهذا العمل المتواضع، حتى يجعله الله عز وجل في ميزان حسناتنا يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. فلا تنسونا من صالح دعائكم.
منقووووووول