عفواً جدَّاتنا الفاُضلات، لقـد ولدنـا في زمـان مخـتلف، فـوجدنـا "الحيـطــة" فيـه أفـضل من ظـل الكـثير من الرجال هكذا كانت السطور الأولي من رسالة وجهها جروب شبابي على "الفيس بوك" إلى ملايين الرجال يحمل اسم "عودوا رجالاً كى نعود نساءاً " تحتدم خلاله المناقشات بين المرأة والرجل في قالب دينى واجتماعى و كوميدي هادف.
وخلال السطور القادمة نلخص بعض ما جاء فى عرض الجروب : ماذا عسانا أن نقول الآن فــي زمـــن وجـدت فيه المـرأة نفسهـا بـلا ظل تستظـل بـه برغـم وجـود الرجـل في حيـاتـها فتنـازلت عن رقتـها وخلعـت رداء الأُنوثـة مجـبرة وأتقنت دور الرجـل بجـدارة، وأصبـحت مع مـرور الوقـت لا تعـلم إنْ كانـت أُمّــــا أم أبــــاً.
فالمـرأة أصـبحـت تـعمـل خـارج البـيت وداخله وتـتكفَّـل بمصـاريف الأبنـاء واحتيـاجات المـنزل ،وتـدخل الجـمعيات التـعاونيـة فإن كانـت تقـوم بـكل هـذه الأدوار فماذا تبـقَّى من المـرأة لنفسـها وماذا تبـقَّى من الرجـل للـمرأة ، لقد تحـوّلنـا مع مـرور الوقـت إلى رجـال ..
مـلامح رجـال الجيـل القـادم مازالـت مجهـولة والـواقع الحـالي لا يُبـشّر بالخــير ، لكن برغـم مــرارة الــواقع إلا أنـه مازال هنـاك رجـال يُعـتمد عليـهم وتستظـل نسـاؤهم بظـلّهم وهـؤلاء وإن كانــوا قلّـة إلا أنـه لا يمكـننـا إنــكار وجــودهم فشكرا لهـم .
وجاءت النهاية : فاكس عاجل اشتقنا إلى أُنوثتنا كثيراً، فعـــودوا رجــالاً كي نعـود نســاءا .. فالمعذرة لإخواننا الرجال هذا هو الواقع .
آية الرحمن مصطفي
تقول مؤسسة الجروب آية الرحمن مصطفي 25 عاماً "للهنً" والتى تعمل أخصائي تنمية إدارية فى قطاع التسويق : إن الفكرة جاءت بالصدفة خلال جلسة دردشة مع بعض الصديقات تحدثنا خلالها عن بعض المواقف اللآتي تتعرض لها المرأة العاملة على وجه الخصوص من مواقف مع الرجال في المواصلات العامة أو التعاملات اليومية ، وتخلي كثير من الرجال عن المسؤولية فى شتى نواحي الحياة ، و أخبرتنى أحد الصديقات أن وصل إليها "ايميل" عبر البريد الالكتروني يحمل هذا المعنى ، فطلبت منها إرساله لى ، وقمت بعمل جروب "الفيس بوك" لمناقشة هذه المشكلة ، وخلال 3 أشهر تعدي عدد الأعضاء ألفي عضو.
وعن استقبال الرجال للفكرة أكدت آية الرحمن أنها تعرضت لردود أفعال عنيفة وقاسية جداً وصادمة كانت تعجز عن الرد عليها بشكل موضوعي ، لولا تدخل الدكتورة سامية الشيخ - أستاذ التربية الفنية - جامعة حلوان ، التى شاركتها المسئولية فى الجروب وأخذت على عاتقها الرد على الأعضاء خلال مناقشات متزنة وموضوعية ، ومع الوقت وزيادة المشاركات واختلاف وجهات النظر تأكد كلاً من الرجل والمرأة أننا لا نقصد اهانة أحد على الإطلاق ، بل أننا نحاول تقريب وجهات النظر ، وسد الهوة بين الطرفين لنصل إلى حلول وسط ، فكل واحد يحاول توضيح وجهة نظره بدون انحياز ، ولكن كان من الواضح أن الرجل لا يقبل توجيه أي نقد بالرغم من اقتناعهم بكثير من الموضوعات التي تم طرحها ، على سبيل المثال عندما ناقشت "دعاء سالم" موضوع التحرش سرعان ما توجه اللوم والاتهامات إلى المرأة وأنها السبب فيما يحدث لها من اعتداءات وتحرشات بحجة لبسها أو سلوكها في حين أن المحجبات والمنتقبات يتعرضن وبصورة كبيرة جداً لهذه المشكلة.
وتضيف : الفكرة العامة للجروب استفزت بعض الرجال ،و توصلنا من بعض التعليقات عن الأسباب التي جعلت الرجل يتخلي عن المسئولية ، يقول أحد الأعضاء : "مش انتوا اللي طالبتوا بالمساواة .. اشربوا بقي" ، وآخر يقول :" أنا لو شفت واحدة حامل لن أقف لها لتجلس مكاني ابدا" ، وآخر : "مديرتي فى العمل امرأة ، تعاملنى أسوأ معاملة وانتقم منها فى صورة زوجتى"، مشيرة إلى أن المشاركة لا تعنى الندية أو الصراع بين الرجل والمرأة ، ولكن الرجل فعلاً اختلف عن زمان ويظهر ذلك خلال أساليب التربية ومعاملة الزوجة والأبناء والاعتماد الكلي عليه ، أما ما يحدث الآن فهو العكس تماماً ، الزوجة تعمل وتربي وتصرف على البيت وتتحمل المسؤولية كاملة ، كلها أمور ليست مجبرة عليها والرسول عليه الصلاة والسلام لم يطلب من المرأة سوي الزينة ، أما الأعمال الأخرى فلم تجبر عليها وإنما فضل منها.
تشمل اهتماماتنا الفتيات والبنات فى سن الزواج ، ونناقش فكرة زواج الصالونات خلال سلسلة حلقات "حسام وسعاد" يكتبها عصام المرغني والتى يبحر من خلالها فى فكر بنات اليوم خلال مواقف حدثت بالفعل لأصدقائه وأقاربه في قالب كوميدي ، أيضاً تناول الجروب فكرة ضرب الأزواج خلال استعراض 3 حوادث حقيقية 2 في السعودية وواحدة فى مصر ، والغريب أن الأعضاء تركوا المشكلة الحقيقة ، ولم ينفوا حدوثها ولكن تحول الصراع إلى ساحة حرب بين الدولتين ، وأجمعت التعليقات على أن الأفضل أن كل يتكلم عن شئون بلده فى حين أن الجروب لا يركز على بلد بعينها ولكن يناقش مشاكل الرجل والمرأة فى الوطن العربي كله؟
وفى النهاية تقول آية الرحمن مصطفي أن الجروب لا يمكن أن يغير أفكار وتراكمات سنوات طويلة حدثت فى المجتمع ، ولكن خلال هذه الفترة استفاد بعض الشباب وخاصة المخطوبين منهم ، وظهر ذلك من خلال بعض رسائل الأعضاء الخاصة ، وهناك زوج اعترف على الملأ أنه كان يرتكب أخطاء تجاه زوجته دون قصد أو عمد منه ويحاول إصلاحها ، مضيفة : لن أغير الكون ولكن من خلال المناقشات الدائمة بين الأعضاء هناك تغيير ملموس حتى وإن كان قليل ، وأر ي أن المصارحة هي أفضل طريقة لمعالجة الخلافات ، مؤكدة أن نشاطات الجروب ساكنة الآن ، ولكن جاري إنشاء مجلة الكترونية شبابية ، سنناقش خلالها أهم نشاطات المجموعة .