أصدر المجلس المصري للشئون الخارجية بالتعاون مع مركز الأهرام للترجمة والنشر كتاب "أمريكا في عالم يتغير" للكاتب الصحفي عاطف الغمري والذي كتب مقدمته السفير عبدالرءوف الريدي، ويحكي بين دفته التغيير الكبير الذي طال العالم بأسره ولازال ولم يعرف طريقه حتي الأن الي الأمة العربية.
ووفق عرض ابرهيم عبدالمعطي بصحيفة "الوفد" المصرية ، خرج الكتاب الي النور من رحم حديث مؤلفه في المجلس المصري للشئون الخارجية في أحد أيام خريف عام 2007 عن المشروع البحثي الكبير الذي تبنته جامعة برينستون الأمريكية، وشارك فيه نحو أربعمائة مفكر وخبير وباحث، وصدر في وثيقة من نحو مائة صفحة.
وأوضح الغمري عبر دفتيه أنما تنتهجه الدول الديمقراطية وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، من نقد ذاتي يقوم علي أساس علمي، وهو ما تقوم به المراكز البحثية، ويأتي في هذا السياق تقرير برينستون الذي ينبه إلي أن العالم يتغير، لذا يجب أن تتغير السياسة الأمريكية.
ورصد الغمري العناصر الرئيسية التي إرتكزت عليها الاستراتيجية الأمريكية بعد رحيل جورج بوش، ومنها رفض سياسة بوش القائمة علي عسكرة السياسة الخارجية والانفراد بالقرار في شئون العالم، وتدعو الي تقديم تحليلا متعمقا للإرهاب الدولي، يخالف ما رسخته حكومة بوش، بحيث يتم التعامل بدرجة أكبر مع شبكات الإرهاب، علي أنها منظمات للجريمة وليس كمنافس عسكري.
وتشدد الوثيقة علي إن استراتيجية أمن قومي للقرن الواحد والعشرين، يجب أن تتصدي لجميع الأخطار التي تواجهنا وتعمل علي نزع فتيل كل المشاكل المتغيرة وإحلال تعددية التعامل مع العالم، محل الاستراتيجية الانفرادية، وتتعرض لظاهرة الكراهية لأمريكا وتدعو لاتباع الاتصالات، وليس حملات العلاقات العامة، لحل هذه المشكلة وتخفيف حدة هذا العداء، خاصة في العالم الإسلامي.
تحدث الغمري في الفصل الأول عن القرن الأمريكي "القرن العشرين"، وجاء الفصل الثاني بعنوان "المدارس السياسية في أمريكا وتغيرات الفكر السياسي بعد الحرب الباردة"، والفصل الثالث بعنوان "ما بعد الحرب الباردة"، أما الفصل الرابع فقد تناول "جورج بوش رئيسا"، والفصل الخامس بعنوان "أمريكا تدفع ثمن فشل بوش وأعوانه، وحمل الفصل السادس عنوان "عهد أوباما وسياسته الخارجية"، أما الفصل السابع والأخير فعرض لنص مشروع برينستون.
ويشدد "أمريكا في عالم يتغير" أن مهمة الرئيس الأسمر للولايات المتحدة باراك أوباما الذي يعتبره المؤشر الأهم علي تغيير العالم بأفكاره وثوابته في تغيير الولايات المتحدة الأمريكية ليست سهلة فقد جاء في ظل أزمة مالية شديدة ومشاكل وأزمات خارجية، بخلاف وجود شخصيات وتيارات تنظر الي أمريكا باعتبارها ستظل تقود العالم، دون أن تلتفت إلي أن العالم يتغير
ويرصد الغمري تقريرا للبنتاجون أن "السيطرة الأمريكية سوف تتقلص كثيرا، وأن القوة العسكرية، وهي المكون الأساسي لاستمرار السيادة الأمريكية، ستقل أهميتها في عالم تنافسي في المستقبل، ولا يعني ذلك هبوط مكانة القوة الأمريكية، لكن معناه صعود الباقين.