القاهرة : رفعت الأجهزة الأمنية درجة الجاهزية للون البرتقالي استعدادا لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووضعت الشرطة "كردونات" أمنية محكمة على منطقة وسط البلد ومحافظة الجيزة، فيما قامت أوناش إدارة المرور برفع جميع السيارات من على جانبي الطريق الممتد من شارع قصر العيني دون انتظار انصراف أصحابها، وصدرت تعليمات لمسئولي حديقة الحيوانات المتاخمة لجامعة القاهرة بإغلاق الأبواب القريبة من الباب الرئيسي للجامعة، فيما قامت إدارة الجامعة بتنصيب العلمين المصري والأمريكي احتفالا بضيف مصر.
كما صدرت تعليمات لأصحاب المكتبات والمحال وكافة المطاعم القريبة من منطقة الجامعة بالإغلاق التام وذلك لتسهيل عملية تأمين زيارة الرئيس الأمريكي، مما أثار موجة من الاستياء بين أصحابها، أكثر من هذا أجبرت إدارات مستشفيات قصر العيني العام والفرنسي وكلية الطب البشري وطب الأسنان الأطباء وأعضاء هيئة التدريس والطلاب على رفع سياراتهم ولم تسمح لهم بالدخول ابتداء من اليوم مما أثار ارتباكا خطيرا، خصوصا مع صدور تنبيهات داخلية بمنع أجازات الأطباء وهيئة التمريض لحين انتهاء الزيارة المرتقبة.
على صعيد متصل، تجاهلت سفارة إسرائيل كافة التحذيرات الأمنية بوقف الاحتفالات التي تجريها كل عام في مثل هذه الأيام بمناسبة حرب الخامس من يونيو / حزيران 1967 ـ فيما يعرف بحرب النكسة ـ لعدم استفزاز مشاعر المصريين خلال زيارة الرئيس الأمريكي، حيث قامت سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي بتشغيل الموسيقى القومية وإطلاق الصواريخ في الهواء.
و اضطرت أجهزة الأمن إزاء هذا الرفض لتكثيف الحراسة المشددة على مقر السفارة المتاخم لجامعة القاهرة ومن السيارات من الوقوف قربها لمسافة أكثر من كيلو متر بل وامتدت الإجراءات لمنع المواطنين من المرور بجوار العمارة السكنية التي تقع بها سفارة إسرائيل، فيما وصف بأقصى درجات الاستنفار الأمني.
من ناحية أخرى، حاصرت أجهزة الأمن نقابتي الصحفيين والمحامين بالحواجز الحديدية لمنع القيام بالتظاهرات التي أعلنت بعض الاتجاهات السياسية عن تنظيمها بمناسبة زيارة أوباما لمصر، كما اصطفت سيارات الشرطة أمام مقار جميع الأحزاب المعارضة بشارع طلعت حرب وعبد الخالق ثروت بوسط المدينة لمنع اندلاع مظاهرات ضد زيارة أوباما.
كما يجري العمل داخل المجلس الأعلى للآثار علي قدم وساق لإنهاء ترتيبات الجولة السياحية التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمنطقة آثار أهرامات الجيزة، ومسجد السلطان حسن بمنطقة القلعة، ومن المقرر أن تنطلق جولة أوباما السياحية عقب إلقاء خطابه التاريخي للعالم الإسلامي في جامعة القاهرة مباشرة، ليخلع الملابس الرسمية ويتجه إلى منطقة الأهرامات في تمام الساعة الرابعة و20 دقيقة عصر الخميس وتستمر جولته مدة 80 دقيقة.
وسيكون الدكتور زاهي حواس أمين المجلس الأعلى للآثار في استقبال الرئيس الأمريكي عند مدخل الهرم الأكبر للملك خوفو ليشرح له تاريخ المنطقة، قبل أن يصطحبه في جولة داخل الهرم حتى حجرة الدفن، وأوضح حواس أنه سيتم اتخاذ إجراءات واستعدادات غير مسبوقة لاستقبال الرئيس الأمريكي الذي سيقوم بأطول زيارة لمسئول بمنطقة الأهرامات، مضيفا أنه عقب انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي للهرم الأكبر سوف يصطحبه في جولة سيراً على الأقدام من أمام الهرم الأكبر ناحية الجانب الشرقي ليزور أهرامات الملكات والهرم العقائدي الذي اكتشفه حواس مؤخرا.
يتجه أوباما بعدها لزيارة مقبرتى "قارو وإيدو" من عصر الأسرة السادسة الفرعونية، ومنها إلى مركب الشمس، وفى نهاية الجولة بالمركب يوقع الرئيس الأمريكي في سجل الزيارات، ثم يقدم له حواس هدية عبارة عن كتابه عن وادي الملوك المترجم إلى تسع لغات، ويختتم الرئيس الأمريكي جولته في منطقة الأهرامات بزيارة منطقة الحفائر الأثرية بهضبة الأهرام حتى يصل إلى منطقة تمثال أبو الهول برفقة حواس يقدم له خلالها شرحا وافيا عن التمثال.