معظم ما ينشر عن مرض إنفلونزا الخنازير "فبركة ودجل"
الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء
القاهرة: فجر الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء المصريين مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد أن معظم ما تنشره الصحف عن مرض إنفلونزا الخنازير غير دقيق وفبركة ودجل ولا يمت للحقيقة بصلة.
وقال السيد في تصريحات خاصة لجريدة "الوفد" المصرية المعارضة: إن إنفلونزا الطيور أخطر من إنفلونزا الخنازير ألف مرة. وأوضح ان إنفلونزا الخنازير لا تؤدي للوفاة، وإنفلونزا الطيور قتلت أكثر من 40 شخصا في مصر.
وفجر نقيب الاطباء مفاجأة أخرى عندما أكد ان بعض أنواع الانفلونزا العادية أخطر من انفلونزا الخنازير التي تشغل العالم كله حاليا. كما أكد ان الانفلونزا الآسيوية أكثر خطورة، وأشار الي شفاء أول 5 أشخاص أصيبوا بإنفلونزا الخنازير، وخروجهم من المستشفي.
وحذر الدكتور حمدي السيد من وقوع المواطنين فريسة لبعض الصيدليات و الشركات التي تروج لمصل واق من إنفلونزا الخنازير، وطالب بزيادة التوعية وتركيز الاعلام علي عدم وجود مصل للمرض حتي الآن، ومتوقع أن يستغرق 6 شهور لإنتاجه.
وكانت بعض الشركات قد روجت مؤخرا لعقار واق من إنفلونزا الخنازير، وتهافت المواطنون علي شرائه رغم ان سعره بلغ 600 جنيه.
ارتفاع أسعار الكمامات
من ناحية اخرى، ارتفعت أسعار الكمامات في الصيدليات المصرية بشكل غير مسبوق، حيث زاد سعر الكمامة الواحدة الي 10 جنيهات بدلاً من جنيهين قبل ظهور انفلونزا الخنازير.
ومعظم الكمامات صينية الصنع، ومن انواع مجهولة المصدر، كما أكد الصيادلة رواج تجارة الكمامات خلال الأيام الماضية،وأصبح حجم مبيعاتها في بعض الصيدليات يتجاوز 100 كمامة يومياً.
وحذر الدكتور محمد عبدالمقصود وكيل نقابة الصيادلة من الاقبال غير المدروس علي شراء الكمامات، وطالب بالتحري عن مواصفات الكمامات والتأكد من وجود "كود" وزارة الصحة أو وزارة التجارة عليها.
وأشار الدكتور سعيد عوف وكيل وزارة الصحة المصرية للشئون الوقائية الي عدم ضرورة ارتداء الكمامة في الأماكن غير المزدحمة، وحذر من ارتداء الكمامة بدون داع خاصة أن بعض الانواع مصنعة من القمامة بعد تدويرها وقد تؤثر سلباً علي الإنسان.
رعب من احتمال "تحور" الفيروس
تعزيز الإجراءات للوقاية من المرض
في هذه الأثناء، واصل فيروس "إتش1. إن1 ايه" المسبب لمرض انفلونزا الخنازير انتشاره في العديد من دول العالم ليصل عدد الدول التي وصلها الفيروس إلى 74 دولة وتجاوز عدد المصابين به الـ 30 ألفا.
وجاء إعلان منظمة الصحة العالمية لمرض انفلونزا الخنازير وباء عالميا ليزيد من حالة الذعر لتي تجتاح دول العالم الأمر الذي جعل 30 دولة تعلن رفع حالة التأهب لمواجهة الفيروس.
ورغم كل الإجراءات الوقائية التي اتخذتها كافة دول العالم للحد من انتشار الفيروس، إلا أن المرض استمر في انتشاره مع إعلان حالات جديدة في مصر والسعودية والمغرب وفلسطين وإسرائيل واليونان وكوريا الجنوبية وتركيا, وكان لكندا نصيب الأسد في تسجيل الإصابات الجديدة, حيث سجلت532 حالة جديدة.
وتأتي هذه الموجة من الإصابات الجديدة في الوقت الذي حذرت فيه بريطانيا ـ علي لسان البروفيسور سير ليام دونالدسن رئيس الجمعية الطبية البريطانية ـ من أن عدد الإصابات قد يرتفع خلال فصل الخريف ليصل إلي عدة ملايين.
يأتي هذا في الوقت الذي توقع فيه مسئولو منظمة الصحة العالمية في القاهرة احتمال تحور الفيروس في أي لحظة، وأكدوا خلال اجتماع طارئ أن الفيروس سيكون أشد شراسة وفتكا في حالة تحوره بين البشر، كما لفتوا إلي أنهم في حوار مستمر مع شركات تصنيع اللقاحات ليتوافر اللقاح المضاد للمرض في القريب العاجل ، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للدول المختلفة خصوصا النامية لتصنيعه محليا.
جاء ذلك في الوقت الذي بدأت فيه شركات الأدوية العالمية سباقا مع الزمن من أجل التوصل إلي لقاح مضاد للمرض. وأولي ثمار هذه الجهود, كان إعلان مجموعة نوفارتيس السويسرية للأدوية أنها نجحت في إنتاج أول دفعة من لقاح مضاد لفيروس إتش1 إن1 إيه يخضع للتجربة حاليا, ومن المتوقع تسويق الدواء بحلول الخريف المقبل.
وأوضحت الشركة أن مختبراتها في مدينة بال السويسرية تمكنت من إعداد أول دفعة من اللقاح, قبل أسابيع مما كان متوقعا, ويعتمد إنتاجه علي زراعة الخلايا عوضا عن بيض الدجاج, للحصول علي نتيجة أسرع.
18 إصابة مؤكدة في مصر
وضع الكمامة لايقي من المرض
كانت وزارة الصحة المصرية أعلنت السبت إكتشاف ثلاث حالات جديدة مصابة بفيروس ايه "اتش 1 ان 1" المعروف بانفلونزا الخنازير ليرتفع عدد الحالات فى مصر الى 18 حالة . والحالات المصابة لسيدة من كولومبيا وطفلين مصريين قادمين من كندا وأمريكا.
ونصحت وزارة الصحة المصرية المواطنين بممارسة حياتهم الطبيعية دون ذعر أو هلع مع الالتزام بإجراءات وقواعد النظافة الشخصية والعامة، في أعقاب إعلان منظمة الصحة العالمية أنفلونزا الخنازير وباءً عالميا، مؤكدة انها تملك مخزونا إستراتيجيا كافيا من عقار التاميفلو.
ونفى مجلس الوزراء المصري إغلاق الأندية أو وصول حالات الإصابة لعدد كبير أو اتجاه الحكومة لإغلاق مترو الأنفاق أو غيره من وسائل المواصلات أو تأجيل الدراسة أو الامتحانات.
كما أعلنت وزارة النقل رفع درجة الاستعداد القصوى بالموانئ والسكة الحديد ومترو الأنفاق، وطالب المهندس "محمد منصور" وزير النقل المصري، بالتشديد على العاملين بهذه القطاعات بضرورة العمل على مدار الساعة لإتباع التعليمات الواردة من الإدارة المركزية للشئون الوقائية التابعة لوزارة الصحة لتوعية الجمهور.
وقال "منصور"، في تصريحات صحفية أن جميع القطاعات التابعة للوزارة (مترو – سكة حديد – موانئ) ،تلتزم بالتعليمات والإرشادات الصادرة من وزارة الصحة فيما يخص الإجراءات الوقائية التي يجب إتباعها للتعامل مع جمهور الركاب،مشيرا إلى أن وحدات الحجر الصحي الموجودة داخل جميع الموانئ قد تم تزويدها بأجهزة القياس الحراري وأجهزة محمولة للكشف على القادمين والمسافرين ، وأيضاً تم تجهيز غرف العزل الصحي وإمدادها بالمستلزمات الطبية اللازمة، وذلك بالتعاون التام مع وزارة الصحة والهيئات المعنية.
إلى ذلك، استعدت محافظة حلوان بمختلف إداراتها ومديرياتها، عقب ظهور بعض الحالات بمنطقة المعادى ، لمجابهة مرض انفلونزا الخنازير وذلك بوضع خطة عاجلة على مستوى المحافظة واتخاذ إجراءات وقائية تحسبا لظهور حالات مرضية .
واصدر الدكتور حازم القويضى محافظ حلوان قرارا بتشكيل غرفة عمليات بديوان عام المحافظة والإدارات الصحية تعمل على مدار 24 ساعة تحسبا لأية حالات مشتبه فيها ، وحددت الخطة تحويل أية حالة مشتبه فيها إلى مستشفيي الحميات والصدر بالعباسية ومستشفى حلوان العام.
وصرح القويضى بأن كافة المدن والأحياء والمديريات التابعة لمحافظة حلوان قامت بتقديم دراسات شاملة ودقيقة بحيث توضح كل جهة دورها وحجم مشاركتها فى التصدى للجائحة اذا ما تطور الوضع .
وقال إنه تم تخصيص وتجهيز حصر المستشفيات وسيارات الإسعاف والوحدات الصحية بكل منطقة وادارة صحية وايضا دور مراكز الشباب والأندية والمدارس والمعاهد والجامعات والمساجد والكنائس والمصانع .
وأصدر محافظ حلوان تعليماته إلى رؤساء المدن والأحياء والأجهزة التنفيذية لتحديد دور كل منهم بجانب الجهات الرقابية والأمنية لمواجهة هذا الأمر وكذلك تدعيم المستشفيات المختصة باستقبال وعلاج الحالات المشتبه فيها بالأدوية والملابس الواقية والمستلزمات الخاصة والعمل بها على مدار 24 ساعة ، كما تم تخصيص سيارة اسعاف بكل ادارة طبية لنقل أية حالة مرضية مشتبه فيها إلى المستشفى المختص إذا اقتضى الأمر وقد تم التشديد على اتخاذ كافة إجراءات مكافحة العدوى بالتعاون بين كل من المحافظة ووزارة الصحة .
ومن جانبه، أوضح رأفت حامد وكيل مديرية الطب البيطرى بحلوان أنه تم رصد المخزون الإستراتيجي من الأدوية والملابس الواقية والتطعيمات الخاصة بالانفلونزا الموسمية وكذلك تدعيم فريق الاستجابة السريع بمديرية الشئون الصحية والإدارات الصحية بكافة الملابس الواقية والمستلزمات اللازمة للتصدي لهذا الوباء فى حالة حدوثه والتنسيق المستمر بين الجانبين .