______________
العقل الباطن ودوره في حياة الفرد والمجتمع..
لا يقتصر دور اللوزة على (مركز العقل الباطن) على تخزين التجارب المختلفة التي يمر بها الإنسان والمشاعر المرافقة لهذه التجارب بل إنها تقوم أحياناً بتحليل المعلومات الواردة إليها واتخاذ قرارات معينة والإيعاز إلى عضلات الجسم للقيام بأفعال معينة ويتم ذلك في أجزاء من الثانية وبشكل لا شعوري وقبل أن يدرك الإنسان لماذا قام بهذا الفعل..
وهذه المعلومات لا تولد مع الإنسان ولكن تصنعها الخبرات والتجارب التي يمر بها الإنسان في حياته..لو أن أحدنا سمع عن الأستاذ الفلاني أنه شديد العصبية ويعاقب لأتفه الأسباب أو أنه لا يدع لأي أحد فرصة في النجاح فإننا سنفرض قبل مقابلته أنه كذلك ولن ندرس لأننا نفرض أننا لن ننجح أبداً..
إن المعلومات التي تتلقاها اللوزة الخاصة بكل واحد منا تحدد مواقفنا وسلوكنا في الحياة وإن أي تعديل في هذه المعلومات يؤدي إلى تعديل كبير في مواقفنا وانفعالاتنا.
وإن الطريقة التي ننظر بها إلى الأمور والكلمات التي نصف بها أنفسنا فكل ذلك سيؤثر تأثيراً كبيراً على مواقفنا وتصرفاتنا..
لذلك نبه الرسول الكريم إلى أن على الإنسان أن لا ينعت نفسه بأوصاف سلبية فقال.."لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي."حديث صحيح رواه البخاري ومعنى لقست أي مالت إلى الشر.
وينطبق ذلك على التربية أيضاً فنحن عندما نصف أولادنا بأوصاف سلبية إنما نبرمج عقلهم الباطن بشكل سلبي وسيؤثر ذلك سلباً على تصرفاتهم ..وخصوصاً أن الإنسان في مرحلة الطفولة يكون أكثر حساسية وتأثراً بما يسمعه من الإنسان الكبير..وهذا ينطبق أيضاً على المجتمعات وقد حذرنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أن ننعت المجتمع بأوصاف سلبية وذكر أن من يفعل ذلك إنما يساهم في هلاك المجتمع ،قال عليه الصلاة والسلام :"إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ." حديث صحيح رواه مسلم .وقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية الإيمان الجازم بتحقيق هذا النصر مهما كانت المعيقات .قال تعالى:"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ،فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم."
خالد الرواضيه