ان الإيمان لا يكمل إلا بحسن الخلق. لما روي عن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم انه قال: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" ومن مكارم الأخلاق ان يكون الجار معينا لجاره مراعيا لمشاعر أولاده. ومن ذلك أن تنهي أولادك عن الخروج من البيت وفي أيديهم حلوي أو فاكهة أو غير ذلك مما يشتهي حتي لا يغيظوا بها أولاد جيرانهم فيحزنهم ويحزن أهليهم. ربما لعدم مقدرتهم علي الشراء. أو لكثرة أولاده أو غير ذلك من أسباب.
ومن هنا روي عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال: "اتدري ما حق الجار؟": إذا استعانك اعنته. وإذا استقرضك أقرضته. وإذا افتقر عدت عليه. واذا مرض عدته واذا أصابه خير هنأته. وإذا أصابته مصيبة عزيته. واذا مات اتبعت جنازته. ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح الا بإذنه. ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا ان تغرف له منها. وإن اشتريت فاكهة فاهد له. فإن لم تفعل فأدخلها سرا. ولا يخرج بها ولدك ليغيط بها ولده" فالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يوصي بجملة مباديء ينبغي ان يحرص عليها عند التعامل مع جاره. ومنها اذا اشتري فاكهة فليهد الي جاره منها. وإذا لم يتسن له ذلك فعليه بإدخالها سرا الي أهله. وأن ينهي ولده عن الخروج بها ليغيظ بها أولاد جيرانه . لأن ذلك يحزنهم ويدخل الضغينة في قلوبهم.