نستكمل الموضوع :
ان حقوق الانسان فروض واجبات شرعية : فمن انواع الحكم الشرعى فى الاسلام كون الفعل فرضا او واجبا وهو ما يطلب من المكلف على طريق الحتم والايجاب ويستحق العذاب على تركه ويختلف عن النفل والندب والتطوع لان الاخلال به حرام . وتاخذ حقوق الانسان حكم الفرض والواجب . بل ذهب البعض الى انها ضروريات ـ وهى اعلى درجات المصالح _ وتحميها حدود والى انها حرمات تدخل فى حمى الله تعالى .
ان حقوق الانسان فى الاسلام شرعها الخالق سبحانه فليس لبشر ايا كان ان يعطلها او يعتدى عليها ولها حصانة ذاتية لا تسقط بارادة الفرد تنازلا عنها ولا باردة المجتمع ممثلا فيما يقيمه من مؤسسات ايا كانت طبيعتها او سلطتها فهى ليست منحة من حاكم وهى بهذا الوضع حقوق ابدية لاتقبل حذفا ولا تعديلا ولا نسخا ولا تعطيلا .
فالحكم الشرعى لهذه الحقوق اذن هو انها ليست مجرد حقوق لكنها ضرورات فطرية للانسان من حيث انسان . والاسلام دين الفطرة فمن الطبيعى ان يكون الكافل لتحقيقها فقد بلغ الاسلام فى الايمان بالانسان وفى تقديس حقوقه الى الحد الذى تجاوز بها مرتبة الحقوق عندما اعتبرها ضرورات ومن ثم ادخلها فى اطار الواجبات فهى ضرورات واجبة للانسان لايصح تنازله عنها بل انها واجبة عليه ايضا لتصبح حياته كما اردها الله ولتحقق مهام خلافته فالحفاظ عليها ليس مجرد حق للانسان بل واجب عليه يأثم بالتفريط فيه
ومن الباحثين من ذهب الى تكيف حقوق الانسان بعبارة اخرى بانها حرمات فان الله هو الذى تفضل بها على الانسان وانها لأعز على الله من بيوته فحمايتها وصونها والذود عنها قربى لله فما من حق للعباد الا والله فيه حق ومن هنا تتأتى لها حماية وقدسية لا تتوافر فى نظريات الغرب عن حقوق الانسان .
وللموضوع بقية ....