اختبار شيرمر لقياس الدموع في حالات الإصابة بجفاف العين
أكدت الدراسات الحديثة ان الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر والتركيز عليه لفترة دون ان ترمش العين هو أحد
أسباب الاصابة بجفاف العين.
هذه الظاهرة المرضية لها أعراض عديدة ومتنوعة منها احمرار العين والحرقان والافرازات وأحيانا الشعور بوجود جسم
غريب وعدم القدرة علي تحمل الضوء أو سقوط الدموع بدون سبب واضح.. وقد يشكو المصاب من أعراض أخري مثل غياب
الدموع في العين والحساسية لدخان السجائر وللتكييف والمروحة. يوضح د. اسماعيل حمزة أستاذ الرمد بطب عين شمس ان
جفاف العين يحدث نتيجة وجود خلل في إحدي طبقات الدموع الثلاث أو في أي من الغدد الدمعية.
وهناك ثلاث طبقات للدموع في العين هي الطبقة المخاطية وتفرزها الغدة المخاطية، والطبقة المائية الملاصقة لسطح القرنية
وتفرز عن طريق الغدد الدمعية والطبقة الزيتية وتمنع تبخر الدموع وتفرزها غدد في الجفن وراء الرموش.وهناك أسباب أخري
لجفاف العين كوجود تعرجات في سطح القرنية أو عدم اغلاق الجفن اغلاقا تاما أثناء النوم أو عدم الرمش لفترات طويلة نتيجة
الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر مما ينتج عنه تبخر الدموع أو عدم ملامسة الجفن للعين بشكل كاف أو جحوظ العين . ويعتبر
انتشار الرمد الحبيبي وهو مرض متوطن في مصر من أهم أسباب انتشار جفاف العين في السيدات وكبار السن من الرجال
والسيدات لان ميكروب الرمد الحبيبي يهاجم الغدد الدمعية ويؤثر علي الجفون ومن ثم علي افراز الطبقة الزيتية التي تمنع
تبخر الدموع. وتساعد العوامل الجوية وتلوث الجو علي ظهور الأعراض فالجو الساخن والرياح والمناخ الجاف يساعد علي
ظهور المشكلة.
ويمكن تشخيص الحالات عن طريق عدة طرق أهمها 'اختبار شيرمر' حيث يمكن قياس الدموع عن طريق أوراق معينة توضع
عند الجفن السفلي وتحديد كمية البلل بعد عدة دقائق فلو ظهرت النتيجة 10 مللي تكون النسبة طبيعية، أما إذا تراوحت بين 5
إلي 10 مللي تكون نسبة الجفاف متوسطة وإذا كانت أقل من 5 مللي يعتبر الجفاف شديدا.
ويضيف د. اسماعيل حمزة ان علاج جفاف العين يعتمد علي تعويض الدموع التي من شأنها ان تمد القرنية بالأكسجين اللازم
لعملية التنفس حيث انه من المعروف ان القرنية خالية من الأوعية الدموية وهذا سر شفافيتها ومن ثم لا تحصل علي الأكسجين
عن طريق الدم كسائر أعضاء الجسم. وتتم عملية التعويض عن طريق استخدام بديلات الدموع أما عن طريق النقط أو 'الجل'
4 أو 5 مرات يوميا قبل اجراء أي عملية جراحية لعلاج المشكلة المسببة للمرض كاصلاح الجفن أو اعوجاج القرنية. ولكن إذا
كان السبب في المرض ناجما عن تدمير تام للغدد نتيجة اصابات سابقة ففي هذه الحالة يستمر العلاج مدي الحياة مما يستلزم
استبدال العلاج بالقطرات المحتوية علي المواد الحافظة بتلك الخالية منها حتي لا تصاب العين بالحساسية. وتشير د. أميرة منير
أستاذ طب العيون بجامعة عين شمس إلي أنواع جديدة من العلاجات تعتمد علي امداد العين بعوامل النمو المستخرجة من
البلازما والصفائح الدموية للمريض نفسه لتعويض غياب عوامل النمو التي تساعد علي نمو الخلايا والتئام الجروح. وتصلح
هذه الطريقة بعد العمليات وفي حالات قرحة القزحية بشرط ألا تكون بسبب مرض مناعي حتي لا تسوء حالته.