[b]فضيحة جديدة..
ضحايا التعذيب بسجون أمريكا أكثر من قتلى هجمات سبتمبر
إحدى صور تعذيب السجناء فى العراق
فيما اعتبر فضيحة جديدة لواشنطن ، كشف الميجور الأمريكي ماثيو اليكساندر الذي حقق مع أكثر من 300 سجين في العراق في كتاب له بعنوان "كيف نحطم الإرهاب" أن التعذيب الذي شهدته سجون العراق خلال الاحتلال الأمريكي تسبب في مقتل أناس أكثر مما تسببت به هجمات 11 سبتمبر2001.
ونقلت صحيفة "الاندبندنت أون صنداي" البريطانية عن اليكساندر القول في كتابه :"إن السبب الذي دفع المقاتلين الأجانب للانضمام إلى القاعدة يتمثل في المعاملة التي تعرض لها السجناء في جوانتانامو وأبو غريب، وليس الايدلوجيا الإسلامية".
وأضاف قائلا :" التعذيب له فعالية إلا أنه يؤدي إلى آثار سلبية أيضا ، إن الأشخاص سيدلون بأقل القليل بغرض إيقاف الألم الذي يتعرضون له، الأشخاص الذين يتعرضون للتعذيب قد يدلون بمعلومات مضللة".
واليكساندر هو المحقق الذي حصل على المعلومات التي قادت إلى مهاجمة وقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق الأردني أبو مصعب الزرقاوي في 2007 .
صور جديدة عن الانتهاكات
وتتزامن الحقائق التي كشفها اليكساندر في كتابه مع إعلان اتحاد الحريات المدنية الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية تعتزم نشر عدد كبير من الصور تفضح الإساءات والتجاوزات التي قام بها جنود أمريكيون بحق معتقلين في سجون العراق وأفغانستان.
وأوضح الاتحاد، استنادا إلى وثيقة صدرت عن وزارة العدل الأمريكية في 23 إبريل ، أن الوزارة ستنشر الصور، البالغ عددها 44 صورة، في موعد أقصاه الـ 28 مايو المقبل.
ومن شأن الصور، بحسب الاتحاد، أن تكون دليلا مرئيا على أن إساءة الجنود الأمريكيين للسجناء والمعتقلين لم تكن مجرد عمل منعزل، بل أمرا واسعا الانتشار تعدى حدود جدران سجن أبو غريب العراقي.
وقال الخبير القانوني في الاتحاد امريت سينج إن نشر الصور سيسمح للرأي العام باستيعاب درجة الإساءة التي تعرض لها المعتقلون، فضلا عن تحميل صناع القرار مسئولية الترخيص والسماح بحدوث مثل هذه التجاوزات.
وفي السياق ذاته ، قال مدير مشروع الأمن القومي التابع للاتحاد جميل جعفر إن نشر هذه الصور يخدم كعامل تذكير بأن إساءة معاملة المعتقلين في السجون التي تديرها الولايات المتحدة كان أمرا منهجيا ، مشددا على ضرورة تحميل المسئولين عن هذه التجاوزات لعواقب تصرفاتهم.
ويأتي قرار السماح بنشر هذه الصور، استجابة لدعوى قضائية رفعها الاتحاد عام 2004 استنادا إلى تشريع حرية المعلومات، طالب فيها بنشر الصور ، بعد أن رفضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش طلباً سابقاً له في العام 2003 بفتح السجلات ، حيث ادعت الإدارة حينها أن نشر صور كهذه من شأنه أن يولد موجة غضب عارمة لأنه يخرق التزامات الولايات المتحدة بمعاهدات جنيف المتعلقة بمعاملة الأسرى والمعتقلين.
ضغوط على أوباما
وأمرت محكمة الاستئناف العام الماضي بأن يتم الإفراج عن الصور، فلم تستأنف وزارة الدفاع القرار ، وكشفت صحيفة "التايمز" البريطانية في 25 إبريل أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيواجه ضغوط متزايدة لمحاكمة مسئولي إدارة الرئيس السابق جورج بوش وذلك بعد موافقته على نشر أكثر من الفي صورة للانتهاكات التي تعرض لها السجناء في سجن أبو غريب في العراق والسجون الأمريكية في أفغانستان ومعسكر جوانتانامو.
وأضافت أن الصور ستقدم أدلة دامغة على أن ما تعرض السجناء من سوء معاملة أكثر مما تم الإعلان عنه سابقا عن الممارسات التي جرت في سجن أبو غريب ، مشيرة إلى أنه للمرة الأولى ستنشر صور عن معاملة السجناء في معتقل جوانتانامو إلى جانب صور لمعاملة السجناء في العراق وأفغانستان.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسئول أمريكي اطلع على الصور قوله :" بعضها تصور جنودا أمريكيين وهم يصوبون مسدساتهم إلى المعتقلين وهذه الممارسات عرضت المتورطين فيها للمحاكمة سابقا".
وأضافت " معارضة أوباما لقيام مجلس الشيوخ بالتحقيق في هذه الممارسات لن يمنع المجلس من القيام بذلك حيث ترتفع الأصوات المنادية بدعوة مسئولي إدارة بوش إلى جلسات أمام مجلس الشيوخ وهي الدعوة التي بدأت تكتسب مزيدا من القوة والزخم".
يذكر أنه بعد نحو عام من "الغزو" الأمريكي للعراق، وتحديدا في عام 2004، تفجرت فضيحة معتقل أبو غريب، بعد الكشف عن قيام ضباط أمريكيين، كانوا يتولون الإشراف على إدارة السجن، بانتهاكات واسعة ضد عشرات السجناء ، شملت وضعهم عراة فوق بعضهم، وتهديدهم باستخدام كلاب، وتعريضهم للصعق بالكهرباء.
ونتيجة للانتقادات الواسعة التي وجهت لواشنطن حينها ، صدرت أحكام بالسجن على 11 جنديا أمريكيا وصلت مدة بعضها إلى عشر سنوات ، كما أعلنت إدارة بوش بعد ذلك عن إغلاق سجن أبوغريب .