بعد انتشار الأنباء عن شيوع الوباء، سادت حالة من الهلع داخل أوساط الشعب الأمريكي جراء المخاوف من الإصابة بوباء انفلونزا الخنازير.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز": إن الصيدليات باعت العديد من الكمامات، كما أغلقت مدارس أبوابها ومباريات رياضية تم إلغاؤها، في حين يواجه الأطباء وهواتفهم ضغطا كبيرا.
وأضافت أن الرعب بدأ يصيب الناس لدرجة أنهم يخشون لمس أزرة المصاعد بأصابعهم أو لمس الكتب بالمكتبات العامة أو الصنابير بالحمامات العامة.
وذكرت أن عدد حالات الإصابة بالداء في تزايد بالبلاد لتصل حتى الثلاثاء الماضي إلى أكثر من مائة حالة، وأن التحذيرات التي يكون مبالغا فيها أحيانا بدأت تؤثر على الحياة اليومية لعشرات الآلاف حتى بالولايات التي لم يصلها الداء بعد.
وأضافت أنه أجريت مقابلات مع العديدين من بوسطن إلى فرانسيسكو وأنهم عبروا عن خشيتهم من داء لا يعرفون عنه الكثير، وأطلق عليه البعض "الوباء الشيك" وألغى آخرون تذاكرهم لحضور مسرحيات، وشكك البعض بجدوى ارتداء أقنعة على الوجه.
وقالت السيدة ماكدونالد (34 عاما): إنها في معرض اهتمامها بأطفالها تساورها مخاوف لدرجة القيام بإغلاق نوافذ المنزل بالأشرطة اللاصقة، والانقطاع عن العالم الخارجي.
وفي ظل فصل الربيع البارد، أصيب اثنان من أطفالها بالانفلونزا مما اضطرها لاستدعاء طبيب العائلة ليؤكد لها أن أعراض السعال الذي أصيبا به ليس هو بمواصفات إنفلونزا الخنازير.
وقال أطباء في بعض الأماكن: إن مرضاهم يصرون على إجراء فحوص مخبرية رغم عدم وجود أي أعراض مثل الحمى والسعال المتعلق بالداء، وأفادت المتحدثة باسم هيئة الصحة والمستشفيات أنهم يريدون إجراء الفحوصات الاحتياطية للتأكد ، مما يؤدي لازدحام غرف الطوارئ بأناس ليس مصابين سوى بالهلع.
وتحدثت نيويورك تايمز عن أنه في نيويورك تأكد وجود 49 حالة إصابة وساور الشك الأطباء بشأن 16 حالة أخرى، وأن الناس العائدين من المكسيك كانوا يذهبون مباشرة من المطار إلى غرف الطوارئ بالمستشفيات وهم ينتابهم الخوف والقلق، وأشارت تقارير المستشفيات إلى تزايد المراجعين للطوارئ مع بدء الإعلان عن الداء.
وذكرت الصحيفة أنه تم إغلاق أكثر من ثلاثمائة مدرسة بأنحاء البلاد، وإبقاء أكثر من 170 ألف طالب وطالبة في منازلهم بـ11 ولاية.
وقالت أيضا: إنه تم إلغاء العديد من مناسبات التخرج الجامعي بالإضافة إلى إلغاء الكثير من الطقوس بالكنائس مثل تناول الخمور والسلام بالأيدي.
وفي حين شكا البعض من قيام وسائل الإعلام بتضخيم الحدث، ذكرت "نيويورك تايمز" أن معدلات رواد المطاعم والمتاحف والمتنزهات قد تراجعت بشكل كبير.