حصل الرئيس الأميركي باراك أوباما على التزام من الرئيسين الباكستاني والأفغاني بدعم جهود الولايات المتحدة محاربة الإرهاب في مناطق وجودهما في البلدين، على الرغم من أن أوباما عبر عن مخاوفه من أن التقدم نحو النجاح سيكون بطيئا وغير مضمون. وقال أوباما بعد القمة الثلاثية للمراسلين «الطريق سيكون شائكا»، قال ذلك والى جانبه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري، وشدد قائلا «سيكون هناك المزيد من العنف وستكون هناك نكسات». وأكد أوباما وعده بهزيمة القاعدة، مع استمرار دعم الحكومتين الأفغانية والباكستانية وقال في هذا الصدد «هذا الالتزام غير قابل للتردد وهذا الدعم مستمر ودائم». وقال الجنرال جيم جونز مستشار مجلس الأمن القومي إن دعم أوباما للرئيس زرداري واضح جدا. وكان زرداري تعرض لانتقادات شديدة من طرف واشنطن على أساس أنه قام بجهد متواضع لمواجهة مسلحي طالبان. وأبلغت هيلاري كلينتون الكونغرس الأسبوع الماضي أن باكستان «تخلت» عن بعض مواقعها لحركة طالبان. وقال جونز للتخفيف من وقع تلك التصريحات «تعهد الرئيس (أوباما) أن نفعل كل ما نستطيع، وان نقوم بذلك بأسرع ما يمكن لمساعدة الحكومة الباكستانية، وهو دعم لا يقتصر على الجانب العسكري.. لكن لن تتحقق معجزات، وهذه الأمور لن تتم بسرعة لكن مع التركيز على الموضوع يمكننا أن نتقدم ويتحقق ذلك في مستقبل قريب». ووعد أوباما بعد أن اعتذر عن مقتل مدنيين في أفغانستان نتيجة غارات جوية شنتها طائرات أميركية ضد قواعد لحركة طالبان، وقال الرئيس الأميركي «سنبذل قصارى جهدنا للحيلولة دون وقوع حوادث تراجيدية». وقال جونز إن أوباما بدأ اجتماعه مع كرزاي وأبلغه «تعاطفه الكبير وأسفه الشديد لسقوط ضحايا أبرياء».
وأضاف جونز «ابلغ الرئيس أوباما كرزاي أن تحقيقا سيجري من اجل معرفة ما جرى وكيف حدث وكيف نضمن أن أشياء مثل هذه لن تحدث من جديد» وأشار جونز أن الرئيس الأفغاني لم يطلب تعليق عمليات القصف الجوي حتى انتهاء التحقيق. وقال جونز أيضا إن الرئيس زرداري لم يتطرق إلى عمليات القصف التي تقوم بها طائرات أميركية من دون طيار على جانبي الحدود ضد إرهابيين. وكان الباكستانيون احتجوا على هذه الطلعات الجوية، وقالوا إنها أدت إلى مقتل مدنيين أبرياء. وعبرت كلينتون بدورها عن «أسفنا العميق جدا» لسقوط ضحايا مدنيين. وفي سياق متصل قال الجنرال ديفيد ماكيرنان قائد القوات الأميركية في أفغانستان إنه ليس متأكدا أن قتلى يوم السبت الماضي سقطوا نتيجة الغارات الأميركية، وقال إن القوات الأميركية تدخلت بعد أن وقعت قوات أفغانية في كمين نصبته حركة طالبان. وقال ماكيرنان «لدينا معلومات تقودنا إلى خلاصات مغايرة بشأن مقتل مدنيين». وأعلن أوباما أن هناك تعاونا لا مثيل له بين باكستان وأفغانستان للسيطرة على الحدود المشتركة. وقال في هذا الصدد «يجب أن نعمل سويا على طول الحدود حيث يوجد المسلحون وذلك عبر شراكة جديدة، وننسق جهودنا لعزل أعدائنا». وأفادت المصادر في واشنطن ان الرئيسين الأفغاني والباكستاني حميد كرزاي وآصف علي زرداري تعهدا بتجاوز خلافاتهما القديمة للعمل على مكافحة التطرف معا في منطقة تتدفق منها الأخبار السيئة كل يوم. وفي مواجهة تصاعد العنف، وجه أوباما في وقت سابق بوضع استراتيجية جديدة تشارك فيها الدولتان الجارتان الكبيرتان ودعا إلى التعاون على الرغم من العلاقات الصعبة. وقال كرزاي إن «باكستان وأفغانستان بلدان شقيقان»، مؤكدا «سأفعل ما بوسعي لجلب الأمن والرخاء إلى بلدينا». وقال أوباما «إنني سعيد لأن الرجلين الرئيسين المنتخبين في أفغانستان وباكستان يقدران خطورة التهديد الذي نواجهه وأكدا مجددا التزامهما التصدي له». وتسعى إدارة أوباما إلى دفع البلدين إلى التعاون في المعركة ضد الإرهابيين الذين يعبرون حدود البلدين، وكذلك التعاون في قطاعات أخرى مثل التجارة والزراعة. كما تؤكد إدارة أوباما أيضا ضرورة تعزيز الحكومة الباكستانية بالمساعدة الاقتصادية.