القاهرة: ذكرت تقارير صحفية أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القاهرة الاسبوع القادم والتي تستغرق ثماني ساعات فقط سوف تواكبها إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة، تم التنسيق بشأنها بين الجانبين المصري والأمريكي، لضمان عدم حدوث أي طارئ خلال الزيارة، التي تعد الأولى لسيد البيت الأبيض إلى مصر منذ وصوله إلى السلطة في يناير الماضي.
ومن المقرر أن يصل أوباما إلى القاهرة في العاشرة من صباح الرابع من يونيو/ حزيران المقبل، قبل أن يتوجه إلى قصر عابدين حيث تجري وقائع حفل الاستقبال الرسمي، ليلتقي بعد ذلك الرئيس المصري حسني مبارك، ومن ثم يتوجه إلى جامعة القاهرة ليلقي خطابه المرتقب إلى العالم الإسلامي الذي يستمر قرابة الساعة.
وتعيد زيارة أوباما إلى القاهرة أجواء الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى مصر في الثالث عشر من يونيو 1974 والتي اعتبرها الرئيس المصري الراحل أنور السادات بداية لعصر جديد من الصداقة، بعد سنوات طويلة من الجفاء.
ويعول مراقبون مصريون على أن تكون زيارة أوباما للقاهرة بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين والتي شهدت موجات من الشد والجذب خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
خطة التأمين
تعتمد خطة تأمين أوباما خلال زيارته الأولى إلى العاصمة المصرية القاهرة المقررة في الرابع من يونيو/ حزيران المقبل على نحو 3 آلاف من أفراد المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، ومكتب المباحث الفيدرالية الأمريكية "FBI" .
وشهد مطار القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية استقبال نحو ألف من ضباط "CIA" و"FBI"، استعدادا للزيارة ، ومراجعة كافة الخطط الأمنية منذ لحظة وصوله لمطار القاهرة في العاشرة من صباح الخميس الرابع من يونيو، وانتقاله إلى قصر عابدين، ومن ثم إلى جامعة القاهرة لإلقاء كلمته.
ومن المقرر أن يستقل أوباما في تنقلاته من مطار القاهرة والعودة سيارات مدرعة، ينتظر أن تصل من واشنطن خلال الأيام القادمة بطاقم سائقيها، فضلا عن عدة سيارات مجهزة بأجهزة استشعار عن بعد للكشف عن المتفجرات، حيث ستتصدر الموكب، علاوة على عدد من طائرات الهليوكوبتر الأمريكية المزودة بأجهزة استشعار عن بعد والتي ستحلق فوق الموكب، وفوق جامعة القاهرة حيث سيلقي الرئيس الأمريكي كلمته.
ونقلت صحيفة "الحقيقة الدولية" الأردنية عن مصادر دبلوماسية مصرية قولها: إن عدة أطنان من الأجهزة والمعدات الأمنية قد وصلت بالفعل للقاهرة، فيما عقد كبار ضباط المخابرات الأمريكية الذين وصلوا إلى مصر منذ أيام اجتماعات مع أعضاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، كما عقدوا اجتماعا مع قيادات أمنية مصرية، بغرض الإطلاع على كافة الخطط التأمينية، والتنسيق بين الجانين فيما يتعلق بإجراءات التأمين".
وأبلغ الفريق الأمني الأمريكي الجانب المصري بأنه مسؤول بشكل كامل عن وضع كافة خطط التأمين، وأن مهمة الجانب المصري ستقتصر على المعاونة فقط دون التدخل، كما طلب قائمة بأسماء كافة أفراد الأمن المصريين الذين سيتواجدون بشكل مباشر في المنطقة الأمنية الأخيرة وهى المنطقة القريبة من تواجد الرئيس أوباما.
وسيُسمح لجميع أفراد البعثة الأمنية الأمريكية بحمل أسلحتهم الرشاشة والخفيفة، كما سيستخدم طاقم الحراسة الأمريكي موجة لاسلكية خاصة مختلفة عن الموجة التي سيستخدمها أفراد طاقم الحراسة المصري الذي سيسمح له بالمشاركة في التأمين.
ويفرض الجانب الأمريكي حالة من السرية على خط سير موكب أوباما، حيث لم يتم إبلاغ الجانب المصري به حتى الآن، بينما وضعت وزارة الداخلية المصرية خطة لتأمين شوارع القاهرة، حيث تم توفير أكثر من 15 ألف من جنود قوات الأمن والمرور، والشرطة لتأمين الشوارع التي سيمر بها موكب الرئيسين أوباما ومبارك.
جامعة القاهرة تستعد
واصلت الجامعة استعداداتها لاستقبال الرئيس الأمريكى، حيث بدأ العمال منذ صباح أمس بطلاء الأرصفة باللونين الأبيض والأسود، ورصف الطرق المؤدية إلى مبنى القبة الذي يضم قاعة الاحتفالات الكبرى، التي من المنتظر أن تشهد خطاب الرئيس الأمريكي.
وكان أمن الرئاسة المصرية جامعة القاهرة إستعداداً لزيارة أوباما.
وكثفت الجامعة التضييق الأمنى على الدخول والخروج، واحتشد أفراد الأمن على جميع أبوابها، وجميع المداخل والمخارج التى توصل للقاعة، حيث وضعت أكثر من نقطة أمنية حولها، كما أغلقت الباب الرئيسى، ووضعت وزارة الداخلية سيارة "بوكس" أمامه مباشرة.
وأغلقت الجامعة أبوابها تماماً، وأصدرت إدارة الجامعة تعليمات مشددة للأمن على جميع البوابات بمنع دخول الصحفيين والمصورين نهائياً، وعدم السماح بالدخول إلا للطلاب الذين لديهم امتحان فقط.
ومن المقرر أن يلقي أوباما خلال زيارته الى مصر التي تبدأ في الرابع من يونيو/حزيران المقبل خطابا، موجها الى العالم الاسلامي من جامعة القاهرة، اقدم الجامعات المصرية.
وذكرت "المصرى اليوم" أن رئاسة الجمهورية هى الجهة الوحيدة المنوطة بتنظيم الزيارة بالكامل، سواء فيما يخص الدعوات وحضور اللقاء أو غيره، وأن الدكتور حسام كامل، رئيس الجامعة، لن يدخل القاعة المخصصة للخطاب، إلا بدعوة رسمية من الرئاسة.
"كفاية" و"6 أبريل" يتحفظان على الزيارة
عبد الحليم قنديل
على صعيد آخر، تحفظ عدد من قيادات الحركات الشعبية في مصر على زيارة الرئيس الأمريكى للقاهرة، وقالوا إنهم يتعاملون معها على أنها "دعم واضح وصريح للنظام الحالى"، معتبرين الزيارة مخالفة لكل تقارير المراكز الحقوقية العالمية، التى تؤكد تدهور حالة الديمقراطية فى مصر.
وأوضح أحمد ماهر، المنسق العام لحركة شباب 6 أبريل، إن الحركة وعلى الرغم من رفضها لزيارة أوباما، فإنها لن تنظم وقفات احتجاجية معادية للولايات المتحدة،
مشيراً إلى أن الأمر سيقتصر على وقفة احتجاجية بنقابة الصحفيين يوم وصول الرئيس الأمريكى لتقديم خطاب مفتوح له، يوضح أن الشعب المصرى ليس معادياً للولايات المتحدة، ولكنه يرفض سياستها فى العراق وأفغانستان.
وقال ماهر لـ "المصري اليوم" : سنرفع عدداً من الشعارات التى تطالب أوباما بعدم دعم نظام الحكم المصرى، لأن هذا الدعم سيكون له أثر سيئ على حالة الديمقراطية فى البلاد.
وأرجع حالة الارتياح التى سادت "شباب 6 أبريل"» بعد الإعلان عن إلقاء أوباما خطابه الموجه إلى العالم الإسلامى من داخل جامعة القاهرة، وليس جامع الأزهر كما أشيع، إلى رفض الحركة مثل هذا التصرف نظراً لقدسية المسجد فى نفوس الشعب المصرى والعالم الإسلامى أجمع.
من جانبه قال عبد الحليم قنديل، المنسق العام لحركة "كفاية"، إن شباب الحركة وقياداتها سوف يشاركون فى وقفة احتجاجية، مع عدد من الحركات و التيارات الأخرى، للتعبير عن رفضهم أن تكون هذه الزيارة بهدف دعم النظام المصرى، ولمطالبة أوباما بالاستماع إلى كل الأصوات التى تنادى بمزيد من الحرية والديمقراطية فى مصر.
وأكد قنديل أن الوقفة الاحتجاجية لن توجه أى هتافات عدائية لأوباما أو للولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها ستعلن عن ترحيبها بهذه الزيارة، وعلى اختياره للقاهرة لتوجيه خطاب للعالم الإسلامى، لما فيه من تقدير لدور مصر، مع تحفظهم على أن تتجه سياسة الولايات المتحدة فى الفترة المقبلة لدعم النظام الحالى، واتخاذه حليفاً فى منطقة الشرق الأوسط، مما يؤثر سلباً على حالة الديمقراطية فى مصر.
أبو الغيط وخطاب أوباما
من ناحية أخرى، أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن اعتقاده بأن أوباما سوف يؤكد خلال زيارته المرتقبة للقاهرة على أن الإسلام ليس "العدو الحقيقي للغرب، وأن منطق القوة في التعامل مع العالم العربي قد فشل".
وقال أبو الغيط لقناة "العربية" الإخبارية: "منذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 قال الغرب إن الاسلام هو العدو لكن حان الوقت للتأكيد على أن الاسلام حضارة كبيرة ، فنحن في زمن العولمة يجب أن يحترم كل طرف ثقافة الآخر".
ووصف أبو الغيط قرار أوباما بمخاطبة مليار مسلم بأنه يؤكد على أنه يشعر بأن هناك خطأ قد حدث لابد من تصحيحه، وقال:"إذا تمت صياغة الرسالة التى سيتضمنها الخطاب بشكل جيد، فإن ذلك سوف يخدم الجميع ، مسلمين ومسيحيين ويهود، وبقية المنطقة بوجه عام.
وحول القضية الفلسطينية ، قال أبو الغيط :" نطالب إدارة الرئيس باراك أوباما بالتدخل لايجاد تسوية للقضية على أساس دولة فلسطينية على حدود 67" . ومضى وزير الخارجية المصري بالقول :" نتطلع إلى إجراءات أمريكية حازمة لجعل الدولة الفلسطينية حقيقة واقعة ".