الجزائر: حذّر عدد من المختصين المشاركين أمس الأربعاء ، في ملتقى دولي حول خطورة المواد الغذائية المستوردة المتضمنة على مواد حافظة خطيرة من أثارها على صحة المستهلكين فمنها ما هو محرم لاحتوائها على مواد خنزيرية، ومنها ما هو خطر لاحتوائه على مواد كيميائية ثبت طبيا أنها مسببة للسرطان بمختلف أنواعه ، بالإضافة إلى أمراض الحساسية .
ذكر ذلك لجريدة "الشروق اليومي" الجزائرية مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ، مؤكدا أن الجزائر تعاني من نقص فادح في مخابر تحليلية للمواد المستوردة من مختلف الدول مما يتسبب في عواقب وخيمة على صحة الجزائريين الذين يفتقدون إلى ثقافة غذائية سليمة تمكّنهم مراقبة هذه المواد ومعرفة مدى مطابقتها للمعايير الدينية والصحية .
وأكد الخبراء والمختصون المشاركون في هذا الملتقى الدولي المنظم بالتعاون بين كلية الشريعة الإسلامية ومجمع بلاط أن أوروبا لم تراع الثقافة الإسلامية في صناعة المواد الغذائية المصدرة للجزائر ومختلف الدول العربية والإسلامية، حيث أقحمت في عدد كبير منها مواد حافظة مصنوعة من الخنزير المحرم الذي يسبب مشاكل صحية خطيرة خاصة مع موسم الاصطياف أين تتسبب الحرارة الشديدة في مضاعفة خطورة هذه المواد .
وأوضح خياطي أن الملتقى الذي سيختتم أعماله اليوم الخميس ، عرف تقديم العديد من الدراسات والمداخلات المتضمنة خطورة هذه المواد على صحة الأطفال والمسنين بالدرجة الأولى، مما يستوجب توفر إرادة سياسية تعمل على مراقبة جميع المواد المستوردة عن طريق مخابر تحليلية خاصة، وعن ماهية المواد الحافظة فإنها تعمل على تمديد مدة صلاحية المادة الغذائية وإعطائها اللون والذوق الخاص بها.
ومن جهته، كشف زكي حرير رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين أن 80 بالمائة من الجزائريين لا يراقبون مكوّنات وصلاحيات المواد الغذائية عند شرائها مما يتسبب في حالات مرضية عادة ما تتمثل في التسممات الغذائية والحساسية، وهذا ما يتطلب القيام بحملات تحسيسية قصد نشر الثقافة الاستهلاكية عند المواطنين قصد الحفاظ على صحتهم بالدرجة الأولى .
وأكد حرير أن المواد المعلبة المستوردة والمنتجة محليا كلّها تسبب أضرارا وخيمة إذا ما تضمنت مواد حافظة كيميائية بدرجة غير مدروسة .
وشدّد نفس المتحدث على توسيع فرق الرقابة في مستودعات المطاعم الجامعية التي تكثر فيها المواد المعلبة والتي عادة ما تتسبب في تسممات جماعية مثلما حصل في قسنطينة أمس الأول الثلاثاء،عندما تعرضت 300 مديمة جامعية لتسمم غذائي جراء انتهاء صلاحيات بعض المواد .