الرياض: وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد ظهر اليوم الأربعاء إلى مطار الملك خالد الدولي بمدينة الرياض في أول زيارة له إلى دولة عربية، حيث كان في مقدمة مستقبليه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وكبار المسئولين السعوديين.
ويعتبر اللقاء بين الملك عبد الله والرئيس الأمريكي هو الثاني بينهما بعد لقائهما في قمة مجموعة العشرين في لندن مطلع ابريل نيسان.
واصطحب العاهل السعودي ضيفه الكبير بعد أن صافح كبار مستقبليه إلى مزرعته الخاصة حيث من المتوقع ان يتناولا معا طعام الغذاء ثم يبحثان في قمة تقتصر في البداية عليهما، أزمة الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وستكون من بين القضايا المطروحة للنقاش في السعودية القلق المتعلق بالمسألة الايرانية والعملية السلمية بين الاسرائيليين والفلسطينيين واستعداد السعودية لاستقبال مواطنين يمنيين معتقلين في جوانتانامو.
وتعكس القضايا التي سيجري بحثها أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية التي تعتبر من أقوى حلفائها في الشرق الأوسط.
وقال دنيس ماجدونو نائب مستشار الامن القومي للرئيس أوباما الجمعة ان زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية "هي جزء من محاولاتنا مد اليد باتجاه العالم الاسلامي، وكذلك لمناقشة جملة من القضايا المهمة التي تتراوح بين الطاقة والعملية السلمية في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب".
بدوره، قال المحلل السعودي خالد الدخيل ان أوباما سيسعى للحصول على دعم سعودي لدفع العملية السلمية الى الأمام كما سيحاول طمأنة السعودية بسبب القلق من التقارب الدبلوماسي الأمريكي مع ايران بأن ذلك لن يكون على حساب مصالح دول المنطقة.
ويتوقع العديد من السعوديين أن تكون العلاقات مع الولايات المتحدة في عهد أوباما أكثر ايجابية منها في عهد سلفه جورج بوش.
وكان أوباما قد شدد في تصريحاته أمس لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، على ضرورة اعتماد بعض الحزم حيال إسرائيل بشأن قيام دولة فلسطينية والاستيطان في الضفة الغربية. وقال إن الاتجاه العام في المنطقة سلبي للغاية بالنسبة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية.
كما شدد على أن بلاده لا تستطيع فرض قيمها على الدول الأخرى، مؤكداً أن "الخطر كما اعتقد، هو أنه عندما تعتقد الولايات المتحدة أو دولة أخرى أنه بإمكاننا فرض هذه القيم على دول أخرى تملك تاريخاً مختلفاً وثقافة مختلفة".
وتحظى زيارة أوباما للرياض والقاهرة اليوم وغداً، بمتابعة إعلامية وشعبية عالمية نظرًا لكونها تحمل في طياتها سابقة تاريخية تحدث للمرة الأولى، حيث سيلقي الرئيس الأميركي خطابًا موجهًا إلى العالم العربي والإسلامي من القاهرة.
ويرى محللون سياسيون أن العالم العربي والإسلامي لن يكتفوا بالإنصات لما سيخرج من ثنايا خطاب الرئيس الأميركي باراك اوباما، إذ سيكون هناك ردوداً عاطفية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية ستخرج بعلامات استفهام تنتظر إجابات أميركية حيالها.
القاهرة استعدت لاستقبال أوباما
جامعة القاهرة استعدت لاستقبال اوباما
من ناحية أخرى، أنهت القاهرة استعداداتها لاستقبال أوباما، الذى يصل مصر صباح غد، قادمًا من المملكة العربية السعودية، التى وصلها اليوم، حيث سيكون الرئيس مبارك على رأس مستقبليه فى مطار القاهرة.
وقال مصدر دبلوماسى لصحيفة "المصري اليوم": "إن رئاسة الجمهورية ستنظم استقبالاً رسميًا للرئيس الأمريكى فى قصر القبة، قبل عقد جلسة مباحثات ثنائية بين الرئيسين تستمر لمدة ساعة، تعقبها جلسة مباحثات موسعة ومأدبة إفطار".
وأضاف المصدر: "إن الرئيس مبارك لن يحضر خطاب أوباما فى جامعة القاهرة، الذى من المقرر عقده فى الساعة 12 ظهراً"، مشيراً إلى أن الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، سيكون فى استقبال الرئيس الأمريكى فى جامعة القاهرة.
وتلقى عدد من قيادات أحزاب المعارضة، أمس الأول، دعوات لحضور خطاب الرئيس الأمريكى، وعلى رأسهم الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، والدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، ومحمود أباظة، رئيس حزب الوفد.
كما قال النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد حبيب: "إن عشرة من نواب الجماعة فى مجلس الشعب سيحضرون الخطاب، فى مقدمتهم محمد سعد الكتاتنى، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان".
في نفس السياق، تم الانتهاء من جميع الاستعدادات في جامعة القاهرة لاستقبال أوباما غدا الخميس حيث يوجه من خلالها خطابه إلي العالمين العربي والاسلامي.
وتم أمس إنهاء جميع الأعمال في القاعة التاريخية تحت قبة الجامعة وشمل ذلك وضع المنصة التي سيلقي أوباما من أمامها خطابه، اضافة إلي تركيب الأجهزة والمعدات الصوتية، وتم جلب المنصة وهذه الأجهزة خصيصا من الولايات المتحدة.
وفيما تم رفع العلمين المصري والأمريكي داخل قاعة الجامعة تم استكمال الترتيبات الأمنية داخل وخارج القاعة وشمل ذلك وضع ستائر علي الباب الجمهوري الذي سيدخل من خلاله أوباما لإلقاء خطابه، ومن القرر أن يتم ظهر اليوم إخلاء المبني الاداري للجامعة من جميع الموظفين وإعطاؤهم إجازة وحتي السبت القادم.
وقامت السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي بزيارة الجامعة ظهر أمس للاطمئنان علي الترتيبات النهائية الخاصة بالزيارة. كما قام وفد أمني مصري بوضع اللمسات الأخيرة للاستعدادات لهذه الزيارة.
يأتي ذلك بالتزامن مع قيام التليفزيون المصري بتركيب الأجهزة والمعدات الخاصة بنقل الحدث حيث تم اجراء بث تجريبي.
ومن المقرر أن يتم ربط قاعة الاحتفالات بالمركز الصحفي في المدينة الجامعية تليفزيونيا من خلال 20 شاشة LCD وقد استعد المركز الصحفي لاستقبال أكثر من 400 صحفي وإعلامي.
حيث تم تزويد المركز بـ 65 جهاز فاكس من بينها 15 فاكسا دوليا و 40 جهاز كمبيوتر مزودا بانترنت فائق السرعة و"وايدليس?" اضافة إلي 20 طابعة ليزر و 10 أجهزة تكييف.
وسيتم تخصيص الدور الأول من المركز للصحفيين العرب والمصريين.. والدور الثاني للصحفيين الأجانب.. وتصدر المركز الصحفي لافتة كبيرة كتب عليها " كلمة أوباما للعالم الإسلامي" علي خلفية صورة مسجد كبير.